ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 05:55 م]ـ
من آداب المساجد
إعداد: صلاح عبدالخال
الحمد لله ولي المتقين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فإن للمساجد آدابًا ينبغي لكل مسلم أن يراعيها إذا جاءها، ونُجمل القول فيها في ما يلي:
أولاً: آداب المشي إلى بيوت الله تعالى
1 - الإخلاص:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أتى المسجد لشيء فهو حظه". {صحيح سنن أبي داود: 1 - 94}. وهذا يدل على أن من أتى المسجد لقصد حصول شيء أخروي أو دنيوي فذلك الشيء حظه ونصيبه؛ لأن لكل امرئ ما نوى، وفيه تنبيه على تصحيح النية في إتيان المساجد لئلا يكون مختلطًا بغرض دنيوي، كالتمشية أو اللقاء مع الأصحاب بل ينوي الاعتكاف والعزلة والانفراد والعبادة وزيارة بيت الله واستفادة علم وإفادته ونحوها. {عون المعبود: 2 - 136}
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يُعلمه كان له كأجر حاج تامًا حجته". {صحيح الترغيب: 82}
2 - الوضوء:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم". {صحيح الجامع (6228)}
3 - اجتناب أكل الثوم والبصل وما يكره رائحته:
والسبب في منع آكل الثوم والبصل من دخول المسجد أن الثوم والبصل يخرج منهما روائح كريهة تؤذي المصلين وكذلك الملائكة.
في "صحيح مسلم" قوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس".
قال العلماء: "ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها".
4 - التزين والتجمل للصلاة:
قال الله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد {الأعراف: 31}.
قال الحافظ ابن كثير: ولهذه الآية وما ورد في معناها من السنة؛ يُستحب التجمل عند الصلاة ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد، وكذا يستحب الطيب لأنه من الزينة والسواك لأنه من تمام ذلك، وأفضل اللباس البياض، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم". {مسند أحمد}
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال". {صحيح مسلم}
وللأسف بعض المصلين يذهب إلى المسجد بملابس نومه ألا يدري هذا المصلي أنه يقف أمام ملك الأرض والسماوات.
5 - المشي بسكينة ووقار:
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".
في هذا الحديث أدب رفيع؛ ألا وهو المشي إلى المسجد بهدوء وسكينة ووقار؛ حتى لو أقيمت الصلاة، فلا تسرع لأنك في صلاة، وحتى تخشع في صلاتك وإن فاتك بعض الصلاة فأتم ما فاتك بخشوع وسكينة.
ثانيًا: آداب دخول المسجد
1 - الدخول بالرجل اليمنى:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم"، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفظ مني سائر اليوم. {صحيح أبي داود: 465}
وعن أبي حميد وأبي أسيد رضي الله عنهما قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك". ثم بعد ذلك يقول: بسم الله. {صحيح مسلم}
2 - السلام على من في المسجد:
يسلم الداخل على من في المسجد بصوت يسمعه من حوله؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". {مسلم (194)}
3 - صلاة تحية المسجد:
¥