تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهل نصر محمداً صلى الله عليه وسلم في معاركه إلاّ بالدعاء، فلم يزل يقول بعد ذلك: الحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.

وهل إنتصر المسلمون على أعداءهم قط إلاّ بدعاء الضعفاء، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أبغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفاءكم) رواه أصحاب السنن إلاّ ابن ماجة من حديث أبي الدرداء.

وقد روى البخاري عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: رأى سعد أن له فضلا على من دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث.

،

ولهذا لا أرى ما أصاب أمريكا من هلاك أموالها، وجمود إقتصادها، وفساد خزائنها، هذه الأيام، إلاّ بدعاء الضعفاء، والأيتام، والفقراء، الذين لاحقت أمريكا الأموال التي كانت تأتيهم، فأغلقت الجمعيات الخيرية، وجمَّدت حساباتها، وسعت في محاربة العمل الخيري الإسلامي، فحاق بهم ما كانوا يمكرون، وسنكتب عن هذا بإذن الله تعالى لاحقا بالتفصيل، بعد إنقضاء هذا الشهر الفضيل.

،

ولما كان الدعاء أكرم شيء على الله تعالى، كتب على نفسه ـ وهو أكرم الأكرمين سبحانه ـ إن لا يردَّ يدَ عبده صفْرا، وحرم على نفسه أنْ لا يعطي عبده السائل شيئا، وقد رفع يديه إلى ربه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حييّ، كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه، أن يردهما صفرا خائبتين) رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما من حديث سلمان رضي الله عنه.

ومعنى هذا أن الله تعالى،لابد أن يضع في يد عبده من كرمه وجوده، ثم قد لايكون ما وضعه في يده إجابة طلبه، لأنَّ إجابة طلبه قد لاتكون في مصلحته، وهو العبد الجاهل، يسأل ربَّه العليم الخبير، وربُّه أعلم بمصلحته، فلهذا يحرمه مما طلب،ويعطيه خيرا مما طلب في الدنيا أو الآخرة.

كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذًا نكثر الدعاء، قال: الله أكثر).

هذا .. وإن الله تعالى، قد أشار إلى أن بين إجابته دعاء عباده،واستجابتهم لدعاءه لهم بشكره، وطاعته، بين هذا وهذا علاقة وثيقة.

وذلك في قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِإِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

فكأنه يقول سبحانه تعالى، كلَّما استجبتم لدعائي، استجبت دعاءكم.

وتصديق ذلك في كلام النبي صلى الله عليه وسلم (احفظ الله، يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك) رواه الترمذي، وقال (تعرف على الله في الرخاء، يعرفك في الشدة) رواه الطبراني وغيره.

وأخيرا فإن من أهم الدعاء، الدعاء للمسلمين، وعلى أعداءهم من الكافرين، كما كان دعاء الأنبياء، ودعاء نبينا صلى الله عليه وسلم، وفي القرآن (وانصرنا على القوم الكافرين) في غير موضع.

وهذا من أهم المهمات في الدعاء الظاهر الجماعي في مجامع الإيمان، ومجتمع المسلمين، كالجمع، والأعياد، ودعاء القنوت في رمضان، كما سنَّ عمر رضي الله عنه.

وفي ذلك ربط مطلوب بين العقيدة، والجهاد، وبين الصلاة وصلة الأمة ببعضها، وبين الدعاء، وواقع الأمة.

فعليكم عباد الله بإخلاص الدعاء لله تعالى هذه الليالي العظيمة، وأكثروا من الدعاء بالنصر والتمكين لأمة الإسلام، وخصّوا أهل فلسطين، لاسيما أهل غزة، وخصّوا المجاهدين من أمِّتنا المجيدة فإنهم أبطالها، وزينة تاجها، وحراس بيضتها.

وادعو ربنا العظيم على أعداء المسلمين، وارفعوا إلى ذي العرش أكفَّ الضراعة، أن يجعل الدائرة عليهم أجمعين.

وهذا منا الدعاء، فأمِّنوا أيها القراء ..

اللهم إنا نسألك بإسمك الأعظم، يا حي يا قيوم، يا منان، بديع السموات الأرض، ياذا الجلال والإكرام،لا إله إلا أنت، أن تصلي وتسلم وتبارك على عبده ورسولك محمد وعلى آله، كما صليت على إبراهيم وآله.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وارفع راية الجهاد وانصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، وارفع الحصار عن غزة الإسلام والمسلمين، وأمدهم بمدد من عندك، وأيدهم بجند من جندك، اللهم انصر المجاهدين في العراق، وأفغانستان،والصومال، وفي الفلبين، وكشمير، وكلّ مكان، اللهم اجمع شملهم، وسدد رميهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم،.

اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هُدي إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وللمسلمين، وللمجاهدين، وليا ونصيرا،

اللهم يا منزل الكتاب، ويا مجرى السحاب، ويا هازم الأحزاب، ويا منان، يا بديع السماوات والأرض، نسألك اللهم أن تنزل بأسك الذي لا يرد على القوم المجرمين، الذين اعتدوا على عبادك المسلمين في كل مكان من الأرض , اللهم زلزل الصليبين والصهاينة، ومن شايعهم، اللهم اطمس على أموالهم، واقطع دابرهم، ودمّر خططهم، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، وفرق شملهم، وشتت جمعهم، وردهم عن بلاد الإسلام إلى ديارهم خائبين.

اللهم يا حىُّ يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كلّه , و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين آمين آمين آمين.

الكاتب: حامد بن عبدالله العلي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير