تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأشكر كل من شارك في هذا الموضوع وكم وددت لو يتفضل الأفاضل عبدالرحمن السديس والمسيطير وأبو المعالي وغيرهم ممن علمنا منه التخلق بأخلاق السلف أن يشاركوا في هذا الموضوع الطيب.

ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:50 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني -بارك الله فيكم ورضي عنكم-:

المسألة كلها ربما تدور على آداب الخلاف، وذلك لأن البعض من إخواننا يرث الغلظة من غلظته على أصحاب البدع، فأهل البدع واجب تغليظ القول فيهم وزجرهم بقوارع الكلام وسهام الأدلة.

أنا شخصيا أعرف كثيرا من الإخوة الدعاة لهم غلظة بسببها حرموا من الدعوة والتدريس في كثير من المساجد، للأسف.

كما قلت: قد يورث هذا من هذا، فيستعمل حتى في معاملة المتفقين معنا في العقيدة وربما في المذهب.

ولذلك أجد الخلاف في نوعيته ينقسم إلى قسمين:

1 - محمود: وهو ما كان في فروع المسائل واجتهادات الأئمة.

وهذا كما قلت في المشاركة الأولى: ( ... ولربما وقف على فوائد لم يكن له بها عهد من قبل ... )، وفي بعض الأحيان تجد الخلاف كلما كثر في مسألة إلى زادت غنى وتفريعا وفحولا. وامثلة هذا كثيرة.

وعلى هذا: ففي صالح طالب العلم الذي يملك قاعدة ذهبية تقول: رد الباطل وقبول الحق هدى او فضيلة) من صالحه معرفة الخلاف في المسائل الفرعية والبعد عن المسائل الشائكة العقدية.

2 - ومذموم: وهو ما كان في أصول المسائل سواء العقدية والتشريعية، أو بعبارة اسهل: ما كان فيه مخالفة للحق.

ومنشؤه الهوى والتقليد الأعمى للموروثات الفاسدة خلاف غير السائغ، وهو الخلاف الذي يكون بين المنتسبين للإسلام في قطعيات العقيدة والفقه (الأصول)، وقد يكون بين المسلمين. ومنه خلاف الخوارج والرافضة والمعتزلة والقرآنيين، وقد يصل في بعض صوره إلى الكفر. وهو ما نهى الله عنه {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46]. {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيّنَاتُ} [آل عمران:105].

ويقول ابن تيمية: "من خالف الكتاب المستبين، والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعذر فيه، فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع" [الفتاوى: 4/ 172–173].

ويقول الذهبي: "ومن عاند أو خرق الإجماع فهو مأزور" [سير أعلام النبلاء 19/ 322].

ويقول محمد بن عبد الوهاب: "ثم اعلموا وفقكم الله، إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد" [الدرر السنية 1/ 43].

من جراء هذا الخلاف، يكون عند الإنسان موروث شخصي من الأشياء التي يفضلها او ربما آراء يستهويها، او أشخاص يحبها فيكون المساس بها صاعقة جعلت عاليه سافله.

فهذا الشخص في ذاته لا يقبل الحق وبالتالي فهو مخالف لمنهج السلف، ومنهج السلف يقوم على قبول الحق أينما كان ومن أي كان.

ولنا امثلة كثيرة وإرث قديم عن السلف في رجوعهم، وآخر مثال وأحدثه شيخنا الألباني كم تراجع عن تصحيحه لكثير من الأحاديث فيما أيضا تراجع عن تضعيفه لكثير من الأحاديث.

بسبب انه أعمل النظر مرة أخرى فيترجح له قول آخر.

وأولها ما رجع الشافعي عنه من المسائل في القديم لما صار إلى مصر، وكتاب الأم المشهور للشافعي -رحمه الله- هو آخر ما توصل إليه رأيه في آخر حياته وفيه تجد المسائل التي رجع عنها إلا نحواً من ثلاثه وثلاثين مسألة بقي فيها على القديم.

وكتاب (المعتمد) للدكتور المسعودي ذكر فيه المسائل التي رجع عنها الشافعي.

هذا مثال من خير سلف لخير خلف.

فنسأل الله تعالى حسن الخلق ونسأله رضاه والجنة، وان يصلح أحوالنا وأحوال إخواننا جميعا.

ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:58 م]ـ

اتمنى من الإخوة -بارك الله فيهم ورضي عنهم- المشاركة في آداب الخلاف وموقف العقلاء من المخالف وخلافه، وآداب الإنصاف، وحسن الرد والتعقيب وغير ذلك ... بارك الله فيكم ورضي عنكم.

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:08 م]ـ

اتمنى من الإخوة -بارك الله فيهم ورضي عنهم- المشاركة في آداب الخلاف وموقف العقلاء من المخالف وخلافه، وآداب الإنصاف، وحسن الرد والتعقيب وغير ذلك ... بارك الله فيكم ورضي عنكم.

اقتراح طيب ومفيد، أحسنت والله.

أخي الكريم أبو راكان ـ حفظه الله ـ

أخي الكريم أبو أنس ـ حفظه الله ـ

أشهد الله على محبتكم في الله.

ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:55 م]ـ

قد والله يحس أحدنا أن بعض من في الملتقى يكتب وكأنه في معركة ضروس فتجد شدة الألفاظ وصيغ التعالم وما أجمل قول الشاعر:

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي * بأن يدي تفنى ويبقى كتابها

وقول الآخر:

ولا تكتب بكفك غير شيء * يسرك في القيامة أن تراه

جزاكم الله خيراً و والله إني أرجوا من الله أن يريني بعض من أحببتهم من هذا الملتقى في جنته وأشهد الله على محبتكم فيه فكم علمتموني إذ جهلت وكم فهمتموني إذ أغلق الفهم علي وكم رأيت تراحمكم على بعضكم فلا تكاد ترى أخ يطلبكم الدعاء إلا وتنهال الدعوات من شتى بقاع الأرض وإذا مات رأيت تعازيهم لبعضهم وكأنهم فقدوا من عاشروه

فلينوا لبعضكم وليعذر من أغلظ عليه القول أخاه

وفقنا الله وإياكم للطاعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير