تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وثالثها: أن يعثر المتأخر على غلط اوخطإ في كلام المتقدمين ممن اشتهر فضله وبعد في الإفادة صيته، ويستوثق في ذلك بالبرهان الواضح الذي لا مدخل للشك فيه، فيحرص على إيصال ذلك لمن بعده، إذ قد تعذر محوه ونزعه بانتشار التأليف في الآفاق والأعصار، وشهرة المؤلف ووثوق الناس بمعارفه، فيودع ذلك الكتاب ليقف على بيان ذلك.

ورابعها: أن يكون الفن الواحد قد نقصت منه مسائل أو فصول بحسب انقسام موضوعه فيقصد المطلع على ذلك أن يتمم ما نقص من تلك المسائل ليكمل الفن بكمال مسائله وفصوله، ولا يبقى للنقص فيه مجال.

وخامسها: أن يكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتبة في أبوابها ولا منتظمة، فيقصد المطلع على ذلك أن يرتبها ويهذبها، ويجعل كل مسألة في بابها، كما وقع في المدونة من رواية سحنون عن ابن القاسم، وفي العتبية من رواية العتبي عن أصحاب مالك، فإن مسائل كثيرة من أبواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها فهذب ابن أبي زيد المدونة وبقيت العتبية غير مهذبة. فنجد في كل باب مسائل من غيره. واستغنوا بالمدونة وما فعله ابن أبي زيد فيها والبرادعي من بعده.

وسادسها: أن تكون مسائل العلم مفرقة في أبوابها من علوم أخرى فيتنبه بعض ا لفضلاء إلى موضوع ذلك الفن وجميع مسائله، فيفعل ذلك، ويظهر به فن ينظمه في جملة العلوم التي ينتحلها البشر بأفكارهم، كما وقع في علم البيان. فإن عبد القاهر الجرجاني وأبا يوسف السكاكي وجدا مسائله مستقرية في كتب النحو وقد جمع منها الجاحظ في كتاب البيان والتبيين مسائل كثيرة، تننه الناس فيها لموضوع ذلك العلم وانفراده عن سائر العلوم، فكتبت في ذلك تآليفهم المشهورة، وصارت أصولاً لفن البيان، ولقنها المتأخرون فأربوا فيها على كل متقدم.

وسابعها: أن يكون الشيء من التآليف التي هي أمهات للفنون مطولاً مسهباً فيقصد بالتأليف تلخيص ذلك، بالاختصار والإيجاز وحذف المتكرر، إن وقع، مع الحذر من حذف الضروري لئلا يخل بمقصد المؤلف الأول.

فهذه جماع المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف ومراعاتها. وما سوى ذلك ففعل غير محتاج إليه وخطأ عن الجادة التي يتعيين سلوكها في نظر العقلاء، مثل انتحال ما تقدم لغيره من التآليف أن ينسبه إلى نفسه ببعض تلبيس، من تبديل الألفاظ وتقديم المتأخر وعكسه، أو يحذف ما يحتاج إليه في الفن أو يأتي بما لا يحتاج إليه، أو يبدل الصواب بالخطأ، أو يأتي بما لا فائدة فيه. فهذا شأن الجهل والقحة. ولذا قال أرسطو، لما عدد هذه المقاصد، وانتهى إلى آخرها فقال: وما سوى ذلك ففصل أو شره، يعني بذلك الجهل والقحة. نعوذ بالله من العمل في ما لا ينبغي للعاقل سلوكه. والله يهدي للتي هي أقوم.)

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:47 م]ـ

أحسنت أخي أبو الأشبال إضافة طيبة. نفع الله بك.

ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:34 م]ـ

و هاك آخر في المعنى نفسه

قال شمس الدين البابلي المتوفى 1077

(لا يؤلف أحد كتابا إلا في أحد أقسام سبعة و لا يمكن التأليف في غيرها و هي: إما أن يؤلف في شئ لم يسبق إليه يخترعه أو شئ ناقص يتممه أو شئ مستغلق يشرحه أو طويل يختصره دون أن يخل بشئ في معانيه أو شئ مختلط يرتبه أو شئ أخطأ فيه مصنفه يبينه أو شئ مفرق يجمعه)

ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:32 ص]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الكريم

و جزاكم الله خيرا

مواضيع متميزة دائما

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 02:15 م]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الكريم

و جزاكم الله خيرا

مواضيع متميزة دائما

وفيك أخي الفاضل الكريم .. أسعدك الله بطاعته

ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 08:40 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي ضيدان وأحسن إليك فموضوعك حسن ومفيد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير