ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
نقل موفق
وخطبة قيمة
والإنصاف في الشريعة الإسلامية قيمةٌ مطلقة ليست نسبيةً كما هي الحال في مناهج البشر وقوانينهم؛ فهي كلٌّ لا يتجزأ .. فإما إنصافٌ أو حيف وإما رجلٌ منصفٌ أو رجلٌ جائر؛ فلا يمكن أن يكون المرء منصفًا جائرًا في نفسٍ واحدة؛ إذ كيف يكون منصفًا وأبكم عن الحق في آنٍ واحد: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (76 سورة النحل).
ألا إن الإنصاف ثلث الإيمان لما روى البخاري تعليقًا عن عمار قال: " ثلاثٌ من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإكثار والحديث " رواه أصحاب السنن، ولا نبعد النجعة إذا قلنا: بل هو الإيمان كله
ولكن أين هذا المنصف في عصر العولمة؟ وأين هذا المنصف في عصر المادة وطغيان الهوى والشهوة؟
قال الإمام مالك - رحمه الله -: "ما في زماننا شيءٌ أقل من الإنصاف " .. قال القرطبي - رحمه الله - معلقا على كلام مالك: " هذا في زمن مالك .. فكيف في زماننا اليوم الذي عم فيه الفساد وكثر فيه الطغام؟! "؛ أي أوغاد الناس .. ونحن نقول عباد الله: إن زمن مالك - رحمه الله - كان في القرن الثاني الهجري وزمن القرطبي - رحمه الله - كان في القرن السادس .. فما الظن بزماننا هذا؟! ألا إن الهوة أشد والخطب أفجع؛ فإلى الله المشتكى وعليه التكلان.
استوقفتني هذه العبارت القيمة، فكم شاهدنا ورأينا الاجحاف والبعد عن الإنصاف من عدد من الناس نعوذ بالله من هذه الحال.
ورحم الله الإمام الشاطبي حينما قال عن زمنه:
وهذا زمتن تالصبر من لك بالتي ... كقبض على جمر فتنجو من البلا
ولو أن عيناً ساعدت لتوكفت ... سحائبها بالدمع ديما وهُطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها ... فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
تصحيح:
يومٌ يمانيٌّ إذا لقيت ذا يمن ... وإنْ لقِيت معديا فعَدْنان
يومٌ يمانٍ إذا لاقيتُ ذا يمن ... وإنْ لقِيت معديا فعَدْنان
ولقد صدق من قال:
ولمْ تزَلْ قلةُ الإنصافِ قاطبةً ... بيْن الرجالِ وإنْ كانُوا ذوِي رَحِم
ولمْ تزَلْ قلةُ الإنصافِ قاطعةً ... بيْن الرجالِ وإنْ كانُوا ذوِي رَحِم
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:13 م]ـ
ناصر قليل
جزاك الله خيرا
صقر بن حسن
جزاك الله خيرا
وشكرا للتصويبات
نفع الله بك