تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العليا مع تطور في الجزئيات والتفاصيل والمصاديق.

وعلى الرغم من تفشي فلسفة التطور الاجتماعي التي دعا اليها سبينسل الى ان العلم كانت له وجهة نظر مختلفة تماماً، في هذا السياق نقتبس عبارات من الدكتور اكريس موريسون كتب يقول ان حقائق الاشياء ثابتة لا تتغير وان التطور تطور في الصور والهيئات لا في الحقائق لان الحقائق ثابتة لا تتغير وان القول بأن لا شيء ثابت على الاطلاق نظرية زائفة، فنزعة الطعام ثابتة لكن الذي يتغير هو صورة الطعام، ونزعة اتخاذ المسكن ثابتة والذي يتغير هو صور السكن ونزعة الملبس ثابتة وما يتغير هو صور اللباس وكذلك نزعة القتال والصراع فطرة بشرية وصور القتال هي التي تتغير، وقد كشفت الدراسات الاصيلة ان التطور لا يمكن ان يكون قانوناً اخلاقياً وليس كل طور افضل من الطور الذي سبقه كما يزعم سبينسل بل ان التطور قانون اجتماعي ووافعي ولا يقتضي تفضيل الطور الاخير على الاطوار السابقة ذلك ان فكرة التطور الاجتماعي اخذت من فكرة التطور البايلوجي اي الحيوي والتطور في الحياة يكون تحسناً وارتقاءاً وقد يكون انقراضاً. وكذلك كشفت الابحاث خطأ الرأي القائل بأن التطور والتقدم هو الاستجابة لنزعات النفس في السلوك في الحركة في اي اتجاه دون رعاية لاستقامة الحركة وبدون حاجة الى ارادة وانبان وهذا يؤدي الى العودة الى العصور الاولى بما فيها من خلل ومن تحلل، وتبين كذلك خطأ الرأي القائل بأن التقدم هو اهدار الاحكام السابقة وتقديرات الاشياء التي قد قررها وحكم بها الانسان في عصر مضى فقد انتقل الفكر البشري من الطفولة الى الرشد الانساني.

يستند الفكر الاسلامي في مفهومه عن التطور والثبات الى قانون التوازن الذي يحكم الموجودات جميعاً فلا سبيل الى الغاء احدهما ولا سبيل كذلك الى القول بالتطور المطلق وانكار قاعدة الثبات ولابد من الربط بين الثبات والتطور ومن قيام التوازن بينهما وانه لمن المستحيل عقلاً ومن المناقضة لقوانين الوجود والحياة ان يتوقف احدهما او ان ينفصل او ان يستعلي احدهما ويسيطر ذلك ان الثبات والاستقرار هو الجمود والتطور المستمر هو الفناء، وهناك ترابط منظم بين الجمود والحركة وبين القديم والجديد وبين الميت والحي، فالحياة مسبوقة بالموت والجديد منبثق من القديم، وعامة بتطور لكنه يظل ثابت الاصول والمقومات، والفكر الاسلامي ثايت الجوهر متغير الصورة، وفي الفقه يجري التطور بالنسبة الى الاحكام الفرعية وارتباطها بالزمان والمكان دون الاصول، وفي الشريعة اصول قائمة لا تخضع للتبدل والتغير كالصلاة والزكاة وفي الشريعة حدود ثابتة ازاء الربا والزنا والقتل لا تتأثر بالتطور والتغير، وفي نظام الكون ايضاً نجد القوى الثابتة والقوى التي تتحرك وتتحول، اما الاصول الثابتة فهي ليست خاضعة للتطور، اما المفهوم المطروح في اسواق الفكر الغربي عن التطور فهو مفهوم فلسفي خطير لم يقم على اساس علمي وقد اخذ منطلقه من نظرية داروين في التطور البايلوجي ثم نقل الى ميدان الاجتماع والفكر، ولا شك ان بهذه النقلة انما يستهدف غاية خطيرة هي واحدة من اهداف الفلسفة المادية الوثنية التي تحاول ان تسيطر على الفكر البشري كله وتفرغه من مفاهيم الايمان والاديان والرسالات السماوية وتدفع به بعيداً الى نهاية خطيرة نجدها واضحة وضوحاً صارخاً في بروتوكولات صهيون او نصوص التلمود او نجدها متصلة بالمحاورات التي جرت منذ عصر التنوير لاخراج الفكر الغربي المسيحي الاصل من كل القيم ولدفعه الى الماديات الحسيات المغرقة. وتشكل هذه المحاولة فلسفة واضحة متكاملة تهدف الى تدمير قوى الاديان والاخلاق والايمان بالله تعالى ودفع الانسانية كلها الى الدمار بتحطيم قيمها ومعنوياتها وتفريغها من كل العناصر الايجابية التي تحملها على التماسك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير