تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جزء من النّص مفقود ...

ـ[مصطفى شيخون]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:19 م]ـ

جزء من النّص مفقود ...

جملة قد نقرأها في بعض الرسائل التي تأتينا على الجوّال،

وهي تعني أن هناك جُزءاً من الرسالة مفقود، ومن خلال ذلك

نعلم أن الرسالة غير مُكتملة ....

وأحياناً تكتمل بعض الرسائل بالتحديث التلقائي!!

وهناك كثيرُ من النّاس يوجد لديهم (* جزء من النص مفقود *) في حياتهم!! ومن يُشاهد ماعليه كثير منهم وأحوالهم في هذه الأيام، يرى بالفعل أن هناك

جُزءاً من النص مفقوداً لديهم!!

وأقصد بذلك الجزء المفقود (الاستقامة)،نعم ... إن هذا الجزء هو من أهم الأمور التي ينبغي على كل أحد منّا العناية بها،بل هو أصل، لأن الأصل في المسلم الاستقامة على دين الله،الاستقامة تعني الثبات على الحق والوقوف عند حدود الله والإبتعاد عن ما حرّم الله والسيرفي الطريق إلى الأمام، وعدم التوقف فإن المتوقف لا يسمى مستقيماً، ولا تنحرف يميناً ولا يسارا، فالاستقامة ضد الانحراف.

قال تعالى في محكم التّنزيل:

(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير ٌ) سورة هود

وإليكم ماذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية:

يَأْمُر تَعَالَى رَسُوله وَعِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِالثَّبَاتِ وَالدَّوَام عَلَى الِاسْتِقَامَة وَذَلِكَ مِنْ أَكْبَر الْعَوْن عَلَى النَّصْر عَلَى

الْأَعْدَاء وَمُخَالَفَة الْأَضْدَاد وَنَهَى عَنْ الطُّغْيَان , وَهُوَ الْبَغْي إِنَّهُ مَصْرَعَةٌ حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَلَى مُشْرِك وَأَعْلَمَ تَعَالَى

أَنَّهُ بَصِير بِأَعْمَالِ الْعِبَاد فَلَا يَغْفُل عَنْ شَيْء وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء.

وأيضاً قال تعالى:

(فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ)

الآية ... في سورة الشورى

. وذكر ابن كثير تفسير ذلك وَقَوْله " فَلِذَلِكَ فَادْعُ " أَيْ فَلِلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك مِنْ الدِّين الَّذِي وَصَّيْنَا

بِهِ جَمِيع الْمُرْسَلِينَ قَبْلك أَصْحَاب الشَّرَائِع الْكِبَار الْمُتَّبَعَة كَأُولِي الْعَزْم وَغَيْرهمْ فَادْعُ النَّاس إِلَيْهِ. وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ

" وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت " أَيْ وَاسْتَقِمْ أَنْتَ وَمَنْ اِتَّبَعَك عَلَى عِبَادَة اللَّه تَعَالَى كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.

وفي صحيح مسلم

عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَالَ قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اِسْتَقِمْ.

قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه: هَذَا مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُطَابِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ

الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اِسْتَقَامُوا} أَيْ وَحَّدُوا اللَّه , وَآمَنُوا بِهِ , ثُمَّ اِسْتَقَامُوا فَلَمْ يَحِيدُوا عَنْ التَّوْحِيد , وَالْتَزَمُوا

طَاعَته سُبْحَانه وَتَعَالَى إِلَى أَنْ تُوُفُّوا عَلَى ذَلِكَ. وَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ مِنْ الصَّحَابَة فَمَنْ بَعْدهمْ وَهُوَ

مَعْنَى الْحَدِيث إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. هَذَا آخَر كَلَام الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّه. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي

قَوْل اللَّه تَعَالَى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} مَا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيع الْقُرْآن آيَة

أَشَدّ وَلَا أَشَقُّ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَة.

قَالَ: وَقِيلَ: الِاسْتِقَامَة لَا يُطِيقهَا إِلَّا الْأَكَابِر لِأَنَّهَا الْخُرُوج عَنْ الْمَعْهُودَات وَمُفَارَقَة الرُّسُوم وَالْعَادَات , وَالْقِيَام بَيْن يَدِي اللَّه تَعَالَى عَلَى حَقِيقَة الصِّدْق.

بتصرف من صحيح مسلم بشرح النووي.

النّاس ولله الحمد والمِنّة فيهم الخير الكثير ولكن ينقص الكثيرين منهم هذا الجزء!!

ولابُد على كل أحد منّا القيام بعمل (تحديث) لهذا الجزء المفقود، وذلك بـ (الاستقامة)

على دين الله ..

فلنبادر أيها الإخوة، ولتُبادرن أيتها الأخوات، من هذه اللحظات بالاستقامة،

فإنها خير طريق سار عليه من قبلنا من الأنبياء والصالحين ..

وفقنا الله وإياكم لكل خير وللاستقامة على دينه وثبّتنا وإياكم على الحق ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:11 م]ـ

جميل. أحسن الله إليك.

ـ[تيمور أبو فهد]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:49 م]ـ

اللهم اهدنا الصراط المستقيم

ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:57 م]ـ

جزاك الله خير

الهم ارزقنا الاستقامة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير