[صديقي طالب العلم يستنجد بي ويقول: علامات الإنتكاس بدأ تظهر علي؟]
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 03:09 م]ـ
الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أطلق هذه الكلمات في وجهي (بوادر الإنتكاس ظهرت علي)
(من الجميل أن يكون لك صديق يصارحك بما يدور في داخله ولا يكتم فينفجر من قوة الضغط
الداخلي) فتراه بعد فترة متغيراً فتستغرب كيف انقلب بسرعة لكن عندما تدقق في الموضوع
وتبحث فيه تجد أن الشخص كان يتعرض لتغير تدريجي حتى وصل إلى ما وصل والعياذ بالله
القصة:
كان انساناً ضائعاً جدوله اليومي هو جلوس في ملحق البيت ولعب بجهاز البلاي ستيشن
من بعد الفجر إى نصف الصباح ثم النوم إلى بعد صلاة العشاء ثم القيام وصلاة كل الصلوات
جمعاً لكل الصلوات التي ذهبت وكأن شيء لم يكن!!
ثم يذهب إلى قريب له ويشاهد أفلام ومسلسلات كرتونية مخصصة للكبار
كما يقول؟
إلى الفجر وقد يصلون الفجر وقد تؤخر إلى الصباح لأنهم مشغولون في رؤية فلم أو مسلسل
ثم العودة واللعب بالبلاي ستيشن!
وهكذا الجدول اليومي
نقطه التحول:
أوقف الجهاز على مسلسل معين ثم ذهب لشراء غداء له ثم يعود لكي يكمل المسلسل
وكان وقتها قد بدأ في سماع القرآن في السيارة أما خارج السيارة فيشاهد ما يريد
وكأنه يمكر بالله عز وجل والعياذ بالله
أي يحتمي بهذا القرآن حتى يقضي حاجته ثم يعود ليكمل فساده
لكن مكر الله أعظم والله لا يمكر إلا مع الماكر
وأثناء الطريق تعرض لحادث شنيع لكن نجى بإعجوبة!!
وتعرض للإهانة في هذ الحادث
فبطاقته منتهية مما يعني أنه سيركب مع الشرطة وأقصد التأمين تأمين الرخصه الإلزامي
فحاول أن يقنع صاحب السيارة الأخرى وبكل المحاولات ومع التذلل ووصف الحال المادية
اقنتع ولله الحمد
وقفة مع النفس:
نظر إلى نفسه وقال لو أنا مت في هذا الحادث أين مصيري؟
النار أم الجنة؟
بكل تأكيد النار فأنا لم أقدم خيراً ابداً بل كنت أمن على الله بعملي وكأن الله محتاج لي
وهو غني عني وعن عملي فلا عمل يقربني إلى الله عز وجل ابداً
بل أعمال تبعدني عنه أميالاً وأياماً وشهوراً وسنوات مديدة
فبدأ بتغيير نفسه فهيأ الله له قريب لديه ورشة وأصلح سيارته من دون مقابل
وتنازل صاحب السيارة الأخرى عن ماله ولله الحمد
فبدأ بطلب العلم فدرس متون وحضر دروس علمية وبدأ بحفظ القرآن الكريم
وقرأ كتب كثيرة ومن كثرة قراءته أذكر أنه قرأ كتاباً كاملاً من جلسة واحدة
حيث جلس من الساعة الخامسة صباحاً إلى التاسعة
وأظن أنه في التاريخ حول دخول الفرنسيس إلى مصر ثم خروجهم منها
كان يحب القراءة وبشكل جنوني ويقرأ كل ما يقع بين يديه
وعندما يقرأ كتاب ويشك في المؤلف فإنه يبحث في الأنترنت عن عالم موثوق تكلم عن هذا
الشخص فيكتشف أن هذا الشخص إما صوفي أو ملحد أو نحو ذلك
أو يعرض قوله على الكتاب والسنة
كان ماهراً جداً في قراءة الكتاب وفي النقد مع أن عمره لم يتجاوز الـ 20 سنة
بل إن أقاربه توسموا فيه الخير ويسألونه عن فتاوى فلا يجيب من عقله
بل ينقل قول عالم من كتاب معين ويقول قال العالم الفلاني كذا وكذا
وعندما يقول له أحد مسألة لم يقرأها فإنه يبحث عن عالم موثوق تكلم فيها
أو يقول لا أعلم
فكنت أراه وأذكر الله عليه لعلي لا أحسده فأنا أتمنى له الخير بعد الظلام الذي كان يعيش فيه
ثم دخل المنتديات الحوارية وبدأ يناقش ويحطم أكابر العلمانية والليبرالية
ولا تسأل عن هروب الرافضة منه فالرافضي يعطيه شبهة فيرد عليه ثم يلزمه بحجة
فيهرب الرافضي أمامه ولن تراه ابداً إلا في عضوية أخرى
كان يصلي في الصف الأول في المسجد
وكان يحفظ حفظاً عجيباً حتى أنه يرى الآية لأول مرة فيحفظها فيأتي
لكي يكرر فقط لكي تتثبت في عقله
كنت أرجو له مستقبلاً كبيراً
نقطة التحول الأخرى:
فجأة ترك القراءة نهائياً وترك حفظ القرآن وتوقف عند سورة الأنعام
لأن حفظه هو حفظ وقراءة تفسير ابن كثير وما قال في الآيات
وأذكر أنه قال لي: أنه قرأ في تفسير الآية الأولى من المائدة
أكثر من 7 تفاسير أو أكثر من ذلك
¥