تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استعبدته استعباد المستبد وسفهت أحلامه تسفيه الخصيم الألد ...]

ـ[ترجمان الأساورتي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 05:57 م]ـ

تقلبت في جنبات الضمائر وفحصت مكنوناتها وتجولت في أفكارها

فوجت خليط بين الصحيح والمعلول ..

علل النفس تكمن في الشهوات تارة وفي الشبهات تارة أخرى ...

والنفس إن لزم صاحبها عِناقُها وخضع جنبه لها استعبدته استعباد المستبد وسفهت أحلامه

تسفيه الخصيم الألد

حتى وإن كان من أبناء الأكريم، علل تعلل أصحابها، وتبكت أرحامها

لذلك تجد المنحرف في تجليات روحه

مشابها للكفار في الضلالة أشر من الأنعام بل هم أضل في السبيل وأحط في التأويل ..

قال الله رب العالمين مبينا حظوة النفس السقيمة وجلالة النفوس المستقيمة

وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ

وإذا رحم الله نفسا صيرها مستقيمة تأمر صاحبها بالكرامة والإستقامة

وتجنبه مواطن الملامة، وهذه النفس نفس مطمئنة، تحب الجنة وتكره

المحنة، تسموا إلى سماء الإرتقاء وتحنوا إلى النقاء ..

ترى أصحابها بنور الله يتوشحون وعلى طريق الله يمشون وبعزة الله

يبطشون، سمتهم سمت الأولين وتراهم مبتسمين ..

إذا نطقوا فبكتاب الله وإن وعظوا فبأثر رسول الله عليه الصلاة والسلام ..

قوت قلوبهم الأيات ويحملون أجمل الصفات وينطقون بأجل العبارات ..

أصحاب النفوس المطمئنة تطمئن إليهم الأفئدة ويجملون كل الأصعدة

فسبحان الله حين يمسون وحين يصبحون، وفي الجنة يلتقون، نضر الله

وجوههم وعلى مكانتهم ..

أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

لم أرض بالعيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولت على عجل؟

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذلي

إن هذه النفس المطئنة لا يستفزها خوف ولا حزن ولا قلق ولا وجل ..

تبقى ساكنة وتنزل عليها بالذكر السكينة،كانت حاكمة على القوة البهيمية،

منقادة للقوة الملكية، راسخة في الأخلاق المرضية فهي المترقية إلى جانب عالم القدس

المنزهة عن جانب الرجس المواظبة على الطاعات التي طال شوقها إلى

حضرة رفيع الدرجات ..

عالم الأنفس في المنتديات

جد بنفس تجد نفيس هدى ... كف كفاً عن غيرنا نكفيك

خل خلي مناك لي بمنى ... واجعل النفس هدية يهديك

تدعي غير ما وصفت به ... والذي فيك ظاهر من فيك

واذا ذكرت مواعظنا ... حدت عنها كأنها تنسيك

أحزاب وجماعات وكتل ومجتمعات وبؤر متفرقات، كثيرهم مع الريح

الجارية والأفكار الجائرة، إذا كتب غريمه كلاما رزينا لايحب الثناء

ويكره أن ينثني للحق ويذعن له، لأن نفسه مريضة غير مستقيمة، لا تعلم

بالرغم من جهالته واقعيا إلا أنه لا يظهر إلا العداوة والبغضاء، يردد نبش عيوب الأخرين

ويحاول الطعن في المجاهدين ويتصيد أخطاء المسلمين ..

مرارة في حلقي حينما أرى رجلا فرغ وقته دفاعا عن ضلالة رجل ينطق بالباطل، يرخص

أخرته بدنيا شيخه، وإن كفر شيخه كفر معه وبرر فعله وتأول ضلاله، ماهذا إلا لخلل في نفسه

إنهما الحزبين المقيتين اللذان أضلا هذه الأمة حزب العصبية وحزب الجاهلية ..

وتراهم يرتشقون بأبشع العبارات والكلمات ..

ليس في سبيل الله بل في سبيل النفوس السقيمة

إن النفس السقيمة لها علامات

وأصحاب هذه النفوس

لا تزال نفوسهم أمارةً بالسوء إن لم تقد إلى جدد الرشد، وتقم لها سوقٌ من الوعظ،

فالسعيد من أضحى لها عند سورة الغضب وازعاً،

ولأنحى عليها بلوم يغدو معه عن كل ما يسخط الله تعالى نازعاً، و أن يتنزهه عن

النهي عما هو له مرتكب، والأمر بما هو له مجتنب: إذا كان ذلك بالهجنة حالياً،

وبين المرء وبين مقاصد هديه حائلاً، قال الله تعالى: " أتأتمرون الناس بالبر

وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ".

فإن كانت نفسك أخي تستفزك في الرد عل مخالفك بالغلظة فلابد من أن

تضبطها ضبط الحكيم وتكفيها عن الغي كف الحليم، وأن تجعل عقل الدين سلطانا عليها

وحكم الله أمرا لها، ولا تطلق لها العنان عند الهفوة والزلة، فإنها أمارة تستفزك إلى السوء

، فلا تدع أن تعضها بالشكيم وأن تعركها عرك الأديم ..

وإذا غلبتك تطمح بك في الغي وتلجئك إلى العذر، فخالفها تسلم وقد زمامها تغنم

إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل

وقائلةٍ ما بال أسرة عاديا ... تنادي وفيها قلةٌ وحمول

تعيرنا أنا قليلٌ عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل

وما قل من كانت بقاياه مثلنا ... شبابٌ تسامى للعلا وكهول

وما ضرنا أنا قليلٌ وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل

أخيرا اسأل الله المنان الكريم الرحمن الرحيم

أن يجعل أنفسنا طيبة تقبل الحق وترضى بالمحجة البيضاء

وأن يجعل ما كتبته لك ولي خالصا لوجهه الكريم

أخوكم:

ترجمان الأساورتي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير