تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحب في الله دين قبل أن يكون علاقة ..]

ـ[راجح الشلعان]ــــــــ[10 - 10 - 09, 04:05 م]ـ

الحب في الله دين قبل أن يكون علاقة

يقول أبو عبد الله في تعريفه للحب في الله والبغض فيه:

أن الحب ديدن الصلحاء وأهل الأجور وأصحاب الرفعة في الآخرة

وهو أوثق عرى الإيمان وأقوى أواصر المحبة البشرية

الحب في ذات الله سياج قوي جمع المتحابين حب الله ولا يفرق حبهم في ذات الله إلا البغض في الله فليس الحب آصرة أخوية أو علاقة تجارية أو جاه ربحي

أما ما سواه من توافه الحياة وناد الكلمات وجارح العبارات فلا يرى وليس يلتفت إليه لئن مقصد الحب في الله أسمى من أن يتفرق المتحابون في الله بسبب هذه الأمور الهامشية.

نعم قد يحصل من الطرفين تجاوز وخطأ فلا يصل إلى الهجران وتفرق القلوب قبل الأبدان

لما ضاع من الناس معنى الحب الحقيقي في الله وبه وله

رأيت الخصومات تزيد والمشاحنات تكثر والشروخ العلاقية تكبر فجواتها وتتسع هواتها

ورأيت الفتنة العمياء الدنيوية تفرق آصرتهم

وما حبهم ذاك إلا قصور في فهمهم ونقص من قدرهم

في عصر الصحابة حصلت مشاحنات تترا بينهم لكن آصرة الحب في الله أقوى أذابت هذه المشاحنة وأبقت في القلوب والحياة المحبة الصادقة

عندما نرى الرفيق يبغض رفيقه لبضعة دريهمات يذهب بها الزمن ويعود فاعلم أن الحب في الله قد شرخ جداره وهد سقفه وبنيانه

عندما نرى المتحابين يفهم أحدهما الآخر فهما بعيد عن القصد والنية نادا عن التفكير فاعلم أن الأخوة في الله وبالله تهاوت

عندما نرى المتحابين في الله يستتر صاحب على صاحبه في معصية الله ولا ينكر ولا يبغضها فاعلم أن الحب قد شابه ما شابه من أوساخ الدنيا

الحب في الله دوحة غناء أشجارها باسقة ونخيلها وارفه سقياها دماء القلوب ومحياها نبض الأفئدة

وثمرتها ظل العرش ونعيمها صفاء القلب والتقابل في الجنات على السرر.

فاللهم اجعلنا من المتحابين فيه واحشرنا يوم القيامة مع نبيك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير