تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذا قدم المسلمون للعالم؟]

ـ[محمود المحلي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 09:45 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا تعريف بكتاب (ماذا قدم المسلمون للعالم؟) للدكتور راغب السرجاني، حفظه الله.

(مع العلم بأني قد نقلته من أحد المواقع)

الصفحات: 847

الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة – القاهرة - مصر

الطبعة: الأولي مايو 2009 = جمادى الأولى 1430

"لا يمكن أن نستوعب ما وصلت إليه البشرية من تَقَدُّم في أي مجال من مجالات الحياة إلا بدراسة الحضارة الإسلامية".

"ماذا عسانا فاعلين بعد هذه المعرفة؟ "

يقع الكتاب ذو المجلدين بين هذين الكلمتين، أولاهما في مقدمة الكتاب، والأخرى في خاتمته، وهما يلخصان مافيه وما بعده.

وإذا حاولنا التعريف بالكتاب في عبارة واحدة لقلنا إن مفتاح الكتاب وهدفه هو التعريف بالإسهامات الحضارية للعصور الإسلامية في مسار الحضارة الإنسانية، ثم تأتي الخاتمة لتفتح باباً آخر، فتتحدث عن الواجب الذي يتحمله من قرأ هذا الكتاب.

...

وإذا كان كل كتاب يعبر عن نوع من الاختلاف أو حتى الاشتباك بين المؤلف وبين سابقيه وأقرانه، فإن هذا الاشتباك بدأ مبكرا مع د. السرجاني، حيث كان في تعريف معنى "الحضارة"، وهو التعريف الذي اخْتُلِف فيه، فبعضهم جعل الإنسان محور تعريفه للحضارة فيراها نضوج المبادئ والأفكار والمعتقدات، ومنهم من يجعل المحور هو التطور المادي فيعرفها بأنها الرقي في العلوم العلمية والتجريبية، بل وصل الحال إلى أن عرفها البعض في الغرب بأنها "القضاء على العدل والأخلاق، وترك العِنان لطبيعتنا الحرة السافرة لتفعل ما تشاء، ولو أدَّى ذلك إلى أن تسير على الجماجم".

ثم يقرر رأيه فيرى أن "الحضارة هي قدرة الإنسان على إقامة علاقة سوية مع ربه، والبشرِ الذين يعيش معهم، وكذلك البيئة بكل ما فيها من ثروات".

وعلى هذا التعريف ذي الثلاث شُعَب، يقرر أن الحضارة الإسلامية هي الحضارة الوحيدة التي استطاعت إقامة علاقة سوية في التصور والسلوك مع الله، ومع البشر، ومع البيئة المحيطة بما فيها من كائنات حية بل وجمادات.

ولهذا يقول د. السرجاني: إن الكتاب لا يتحدث عن حضارة عادية لها مثيلات أو أشباه، إنما نتحدَّث عن "الحضارة النموذج"، وهو يقرر أنه لم يفعل إلا أن فتح أبوابا في الموضوع، وذكر بعض المداخل فقط.

...

وإذا كان المؤلف يقرر أنه في مجلدين قد فتح بعض الأبواب وذكر بعض المداخل، فما عسى أن يفعله من يستعرض الكتاب، فمن يستطيع أن يجمع البحر في قدح؟!!

يأتي الباب الأول بعنوان (الحضارة الإسلامية بين الحضارات السابقة) وفيه يستعرض المؤلف بإيجاز –عبر الفصل الأول- ما وصلت إليه حضارات اليونان والهند وفارس والروم، وكذلك حال العرب قبل الإسلام، وهي تلك الأحوال التي يلخصها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ" (رواه مسلم). فلقد كان الفساد يصبغ وجه الأرض، فساد الأفكار والتصورات وغلبة الوثنيات، وفساد اجتماعي يتجسد في طبقيات عنيفة وحقوق مهضومة وانحلال أخلاقي مقيت، وقوانين تلبي رغبات الأقوياء، ومجادلات دينية لا تنتهي، ولا تنتهي عند الجدال بل تستحيل حروبا واضطهادات عنيفة.

ويأتي الفصل الثاني متحدثا عن (أصول وروافد الحضارة الإسلامية)، حيث يقول بأن التميز الذي يجعل حضارة الإسلام تختلف عن غيرها من الحضارات ثلاثة أشياء: تأسسها على القرآن والسنة، حيث منهما انطلقت ومنهما انبثقت التصورات والأفكار، وكذلك النظم والمناهج والأعراف وطريقة الحياة. والثاني: هو أن الشعوب الإسلامية كانت مزيجا فريدا من كل الأعراق والألوان والأجناس، بما جعل الحضارة الإسلامية كمصب كبير وضعت فيه كل تلك الشعوب خلاصاتها وخبراتها ورحيق حضاراتها بعد أن تهذبت بالإسلام، ولم يكن ليتأتى هذا لولا هذه المساواة التي جعلت لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح. والثالث: هو الانفتاح على جميع الحضارات والأخذ منها دون تأنف أو تكبر أو استغناء، بما جعل الأمر لا يستغرق وقتا طويلا حتى تتم ترجمة الكتب والموسوعات العلمية من لغاتها الأصلية إلى العربية، بما جعل عاصمة الإسلام بعد بضعة أجيال هي عاصمة العلم والثقافة العالمية بلا منافس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير