تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجماعة، ثم جعل ملكيات أخرى عامة هي للجماعة يستفيد منها عموم الناس.

وفي فصل الأسرة يركز المؤلف على أن الأسرة " حصن هذا المجتمع وقلعته وصمام أمنه وأمانه"، ولهذا اهتم الإسلام بها حيث شرع الزواج وجعله الأصل وأعلن ان لا رهبانية في الإسلام، واهتم بعقد الزواج وأوصى الزوجان بحسن الاختيار، وجعل لكل منهما على الآخر حقوقا وواجبات، ثم جعل عليهما حقوقا نحو الأبناء منذ تسمية الله قبل اجتماعهما في الفراش، مرورا بحمله إذ يصبح حينئذ كائن له حق الحياة ولا يجوز إجهاضه، وولادته والاستبشار به وتحنيكه والأذان في أذنه، وإحسان تسميته، وإعطائه حقه من الرضاعة الطبيعية، وقد أجاز الإسلام للحامل والمرضع ألا تؤديا فريضة الصوم رعاية للمولود، وحقه من الحضانة والنفقة، ثم الحق في حسن التربية والتعليم والرعاية، وبهذا فاق الإسلام كل القوانين الوضعية في رعاية الأبناء.

ثم أوصى الأبناء بالآباء، فللآباء حق البر والطاعة والإحسان، ونهى عن مجرد قول "أُف"، ولم يقف الإسلام عند حدود الأسرة الصغيرة بل أولى رعايته أيضا الأسرة الكبيرة (الرَحِم)، فلكل أُولِي القربى من الإخوة والأخوات، والأعمام والعمَّات، والأخوال والخالات، وأبنائهم وبناتهم؛ حقُّ البِرِّ والصِّلَة، وجعل هذا من أسباب سعة الرزق وطول العمر وخلود الذكر، وتوعد قاطع الرحم، وجعل قطع الرحم من أكبر الذنوب، وبهذا توسع الإسلام فشمل باب القيم فيه الأسرة الواسعة.

وفي جانب المجتمع أقام الإسلام مجتمعا يرتكز على أربعة ركائز: المؤاخاة، والتكافل، والعدل، والرحمة. وفي الفصل الخامس والأخير الذي يتحدث عن الإسهام الأخلاقي من خلال العلاقات الدولية بين الدولة الإسلامية وغيرها، يركز المؤلف على أن السلام هو الأصل بين الدولة الإسلامية وغيرها من الدول، وبالتالي " فالمعاهدات تكون إمَّا لإنهاء حربٍ عارضة والعود إلى حال السلم الدائم، أو إنها تقرير للسلم وتثبيت لدعائمه"، وبالنظر إلى معاهدات النبي وخلفائه نجد أن المسلمين إنما يحاولون العيش في جَوٍّ هادئ مسالِمٍ مع مَنْ يجاورونهم، وأنهم لم يَسْعَوْا لقتال قَطُّ، بل كانوا دائمًا مؤْثِرين السلم على الحرب، والوفاق على الشقاق، وتحدث المؤلف عن ضوابط المعاهدات وشروطها وإلزامية الوفاء بها في الإسلام، وبعدئذ فإذا كان الحال هكذا فلا يفوت المؤلف أن يتكلم في مبحث عن أسباب وأهداف الحرب في الإسلام والتي عددها في: الدفاع عن النفس والدين، أو لدفع ظلم عن النفس، ولكن حتى في الحرب تظل للإسلام صبغته الأخلاقية في الحروب، والتي أفرد لها المؤلف مبحثا أنهى به هذا الفصل، وهذا الباب جميعا لينتقل إلى الباب الثالث.

...

الباب الثالث عن المؤسسة العلمية في الإسلام، وهو خمسة فصول:

الأول عن الرؤية الجديدة التي أتى بها الإسلام بشأن العلم، حيث لا نزاع ولا مشكلة بالأساس بين العلم والدين، وحيث أصبحت قضية العلم عامة لكل الناس، وطلبه فريضة على كل المسلمين، وبهذا تطورت الحركة العلمية بعد اكتسابها القوة الشعبية لتكثر المكتبات وتتكاثر وتتضخم حلقات العلم في المجتمع الإسلامي.

والفصل الثاني عن التغيير الإسلامي لتفكير العلماء، إذ بدأ في الحضارة الإسلامية استخدام المنهج العلمي التجريبي، وتطور العلم ليكون عمليا يخدم واقع الحياة ويبتعد عن القضايا غير ذات الصلة بالفائدة الفعلية، وكذلك بدأ في عصر الحضارة الإسلامية تشكل الفرق العلمية بعد أن كان واقع الحال فرديا، ثم إلزام الإسلام أبناءه بالأمانة العلمية فالمسلمون لم ينسبوا لأنفسهم آراء من سبقهم بل أعلنوها منسوبة إلى أصحابها أرسطو وأفلاطون وإقليدس وأبقراط وغيرهم، في حين أن الغرب في نهضته الأولى سرق روادها أفكار واختراعات علماء المسلمين ونسبوها لأنفسهم بعد ذاك بتسعة قرون، حتى كان اكتشاف هذا تعرية لهم بعد موتهم بقرون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير