تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أخترت لكم من ديوان الشافعي]

ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:49 ص]ـ

*أدب المناظرة

إذا ما كنت ذا فضل وعلم ... بما اختلف الأوائل والأواخر

فناظر من تناظر في سكون ... حليما لا تلح ولا تكابر

يفيدك ما استفادا بلا امتنان ... من النكت اللطيفة والنوادر

وإياك اللجوج ومن يرائي ... بأني قد غلبت ومن يفاخر

فإن الشر في جنبات هذا ... يمني بالتقاطع والتدابر

* دع الأيام تفعل ما تشاء

وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي

فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً

وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ

وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا

وَسَرّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ

يُغَطِّيهِ كَمَا قِيلَ السَّخَاءُ

وَلا تُرِ لِلأَعَادِي قَطُّ ذُلاً

فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ بَلاءُ

وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ

فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي

وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ

وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ

إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ

فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا

فَلا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَمَاءُ

وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْ

إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ

فَمَا يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاءُ

*الصديق الصدوق:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا

ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا

*العيب فينا:

نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

*العلم بين المنح والمنع:

أأنثر درا بين سارحة البهم ... وأنظم منثورا لراعية الغنم

لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة ... فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم

لئن سهل الله العزيز بلطفه ... وصادفت أهلا للعلوم والحكم

بثثت مفيدا واستفدت ودادهم ... وإلا فمكنون لدي ومُكْتتم

ومن منح الجهال علما أضاعه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير