تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أخيرا لقاح جديد ضد البلهارسيا اكتشفته عالمة مصرية بعد رحلة بحث 20سنة]

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:20 م]ـ

الدكتورة رشيقة الريدي أستاذ المناعة بقسم علم الحيوان بكلية العلوم جامعة القاهرة نجحت بالفعل في تصميم لقاح جديد يحقق هذا الحلم لمصر حيث يهاجم الطفيل الذي يعيش في دم الانسان ويتطور حتي يصيب كبده بالسرطان فيحوله من انسان منتج الي انسان يحتاج لمن يعوله!

توصلت الي هذا الانجاز بعد سنين طويلة من البحث العلمي وبهذا اللقاح يكتسب الانسان مناعة ضد مرض البلهارسيا حتي لو لامست قدماه أو أي جزء من جسم المياه التي يعيش بهذا هذا الطفيل وهو الطور المعدي للمرض.

توصلت الدكتورة رشيقة الريدي الي تحقيق هذا الانجاز العلمي الكبير بعد سنوات طويلة من البحث العلمي في طبيعة هذا الطفيل حتي اكتشفت نقاط ضعفه التي يمكن مهاجمته من خلالها وقامت بأبحاثها في معامل الكلية ومعامل معهد تيودور بلهارس وأجرت العديد من التجارب علي الحيوانات وتم ذلك كله برعاية أكاديمية البحث العلمي وجامعة القاهرة واليونيدو التابعة لليونسكو حيث شاركت الجهات الثلاث في تمويل هذه البحوث وقد عرضت شركة دواء كبري انتاج الفاكسيم علي نطاق تجاري ليصبح بين يدي المواطنين.

* خلال مشوارها العلمي نجحت الدكتورة رشيقة الريدي في الوصول الي تحليل يتم بطريقة جديدة وبنقط من دم الانسان استطاعت أن تكتشف اذا كان الانسان مصابا بدودة الفاشيولا أم لا وتوصلت الي طريقة جديدة للوقاية من الاصابة بها ومعروف انه حتي الآن لا يمكن للأطباء معرفة أعراض معينة للاصابة بهذه الدودة حتي تبدو الأعراض الحالية في صورة متاعب في الهضم مثل الانتفاخات أو المغص أو مصاعب تشبه مصاعب القولون العصبي وقد قامت بتسجيل "براءة واختراع" بهذا الكشف العلمي الجديد في أكاديمية البحث العلمي وتتمني لو أن وزارة الصحة تقوم بدراسة هذا الكشف العلمي واعتماده كأسلوب لعلاج هذا المرض الذي تفشي بين المواطنين وبات ينهش أكبادهم عبر تناول الخضراوات الخضراء الهامة جدا للجسم مثل "الخس والجرجير".

وللدكتورة رشيقة الريدي مشوار علمي متواصل بدأ باستحداث علم دراسة المناعة خاصة أن جهاز المناعة من أهم أجهزة الجسم والبوابة الرحبة التي يدخل منها العلماء لمقاومة أي مرض يهدد الكائن الحي.

بدأ هذا المشوار عام 1966 حينما حصلت رشيقة الريدي علي بكالوريوس العلوم قسم علم الحيوان من جامعة القاهرة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وكانت الأولي علي دفعتها وبهذا التقدم العلمي الرفيع للفتاة في الستينيات والتفوق العلمي ليس مقصورا علي الرجال وان النساء علي قدم المساواة مع الرجل في سباق التفوق العلمي والتميز النادر.

وعينت معيدة بالكلية.

وتابعت مشوار التفوق في دراستها العليا فحصلت علي الماجستير في كيمياء الأنسجة وكانت النقلة الأساسية في تاريخها العلمي سنة 1971 حينما حصلت علي بعثة الي براج وهناك وجدت العلماء يتحدثون عن أهمية علم جديد اسمه المناعة وهو صلب حياة الكائنات الحية فقررت ان يكون موضوع رسالتها للحصول علي الدكتوراة وفي هذه الرسالة أثبتت ان علم المناعة .. علم الحياة وبه تكافح جميع الأمراض في الانسان والحيوان وأكدت ذلك باقناع المسئولين في مصر عن أهمية هذا العلم حتي وافق عميد الكلية في ذلك الوقت علي تخصيص جزء من المنهج سنة 1980 لدراسة علم المناعة وخصص لهذه المادة خمس درجات من ستمائة درجة المخصصة لكل المنهج وعبر عشرين سنة استطاعت أن تكون مدرسة من طلبتها يتخصصون في هذا العلم الذي أصبح علما بذاته لأول مرة في كليات العلوم وأصبح الآن من أهم فروع العلوم حيث حصل الكثيرون من طلاب الدراسات العليا في علم المناعة علي درجتي الماجستير والدكتوراة وعرفت الدكتورة رشيقة الريدي بين علماء مصر بأنها أول من أسست علم المناعة وأرست مدرسة قوية له في مصر وقد بدأت مع الرعيل الأول في هذه المدرسة بدراسة مناعة الزواحف ثم بدأت تخوض مشوار البحث في مناعة الانسان ضد طفيل البلهارسيا ثم لقاح ضد سركاريا دودة البلهارسيا التي تعيش داخل غلاف في الأمعاء وحينما يسقط الغلاف تصل الي الكبد ثم القناة المرارية وقد تنتهي باصابة الضحية بالسرطان.

وحصلت الدكتورة رشيقة الريدي علي جائزة الدولة للتفوق في العلوم التكنولوجية 2001 من أكاديمية البحث العلمي وجائزة جامعة القاهرة التقديرية لعام.2002

جهات خفية تحارب إنتاج اللقاح

وأكدت الدكتورة رشيقة الريدي والتى فازت بجائزة "لوريال واليونسكو" في مجال العلوم لعام 2010 ضمن خمس نساء متفوقات في قارات العالم، أن هناك جهات خارجية خفية تحارب العلماء المصريين وتحول دون إنتاج لقاح البلهارسيا التى ساهمت فى تطويره.

وأشارت الريدي إلى أنها حصلت على الجائزة لتطويرها لقاح للقضاء على دورة البلهارسيا التى تصيب أكثر من 200 مليون نسمة في العالم، معربة عن أملها فى أن تتولى إدارة الرئيس أوباما إنتاج اللقاح.

وأوضحت أن دودة البلهارسيا تعيش فى الأوعية الدموية للإنسان، وبالتالى تهدد الجهاز المناعى وبالقضاء عليها يمكن أن نتجنب الإصابة بمرض الإلتهاب الكبدى الفيروسى والإيدز، مشيرة الى أن 70% من مرضى البلهارسيا يتم شفائهم نهائياً من المرض، وذلك إذا كان جهازهم المناعى سليم.

وأضافت الريدي أن هناك مقاومة عالمية تحول دون إنتاج لقاح ضد مرض الملاريا والسل والبلهارسيا، وسيتم الإتفاق قريباً على استيراد المواد التى تستخدم فى اللقاح على أن يجرى تصنيعه محلياً، مؤكدة أن حماية الجهاز المناعى تصل إلى 60% وينبغى أن تصل إلى 100%.

وأكدت الريدي أنها تجرى أبحاث على مرض الروماتويد خاصةً أنه من الأمراض التى تؤثر عقاقيره فى الكبد بشكل سلبى، مشيرة إلى أن الدول المتقدمة أجرت أبحاث على الروماتويد وتوصلت إلى عقاقير لا تؤثر على الكبد بينما لا تزال الأبحاث فى مصر فقيرة فى هذا الاتجاه.

ونصحت الريدي الفلاحين بمنع التبول بجانب مصادر المياه لأن مياه الصرف الصحى تستخدم فى رى الأرض الزراعية وذلك للوقاية من انتشار المرض.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير