أما الأب فقد انطوى يفكر في جدية بعد أنجعلته الصدمة يبصر أن الأمر كله لله لا شريك له وأن ذهابه عاماً بعد عام إلى الأضرحة والقبور لم يزده إلا خسارة وقال لي أن الحوار الذي دار بيني وبينه كان يطنفي أذنيه بعد موت الولد.
فقلت له بعض الكلام الذي يخفف عنه والذي يجب أن يقال في مثل هذه المناسبات وسألته عن زوجته وهل شفيت من لوثتها فأجاب وهو مطأطئ رأسه إن أهلها يصرون على الطواف بها على بعض الأضرحة بل والكنائس ويرفضون عرضها علىأي طبيب من أطباء الأمراض النفسية والعصبية.
ليس هذا فحسب بل ذهبوا بها إلى سيدة لهاصحبة مع الجن وهكذا تزداد عليها العلة كل يوم وتتفاقم وكل ما يفعله الدجالون يذهبمع النقود المدفوعة إلى الفناء، وحينما أراد أن يحسم الأمر وأصر على أن تعرض علىطبيب أو يطلقها لهم لأنهم سبب إفسادها برزت أمها تتحداه ورفضت بقوة فاضطر إلىطلاقها وهو كاره.
انصرف إبراهيم زوج بنت خالتي والمأساة التي وقعت له تتسرب إلى كياني قطرة بعد قطرة فهي ليست مأساة فرد ولا جماعة وإنما هي مأساة بعض المسلمين فيبعض الأمصار الخرافة أحب إليهم من الحقيقة والضلالة أقرب إلى أفئدتهم من الهدايةوالابتداع يجتذبهم بعيداً عن السنة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقفة: ـ
إلى كل المتعلقين بالقبور هل تعلمون أن السلف الصالح كانوا يجصصون قبراًأو يرجون بشراً أو يتوسلون بضريح ومقام ويغفلون عن الملك العلام؟!
وهل تعلمون أن واحداً منهم وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته يسأله قضاء حاجة من الحاجات أو تفريج كربة من الكربات؟!.
وهل الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي أكرم عند الله وأعظم وسيلة إليه من الأنبياءوالمرسلين والصحابة والتابعين .. ؟! فآه ثم آه لمساكين اليوم يزدحمون على عظام ورفات يلتمسون منهم المغفرة والرحمات وقضاء الحاجات.
والشرك له صور متعددة منهاما يُخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار إذا لم يتب منه كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن ورجاء غير الله فيما لا يقدرعليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة والقبور فالقبور تزار لأجل الاتعاظ والدعاء للأموات.
قال صلى الله عليه وسلم: (زورواالقبور فإنها تذكركم الآخرة) أما زيارة القبور لدعاء أهلها والاستغاثة بهم أوالذبح لهم أو التبرك بهم أو طلب الحاجات منهم والنذر لهم فهذا شرك أكبر ولا فرق بينكون المدعو المقبور نبياً أو ولياً أو صالحاً فكل هؤلاء بشر لا يملكون ضراً ولانفعاً، والجنة حرام على المشركين وهم مخلدون في النار قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}.
ومن وقع فيالشرك أفسد عليه الشرك جميع عبادته من صلاة وصوم وحج وجهاد وصدقة قال تعالى: {ولقدأوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.
أسأل الله الكريم سبحانه أن يرد الأمة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة إنه ولي ذلك والقادرعليه ...
من كتاب: " التائبون إلى الله ".
ـ[محبة الفردوس]ــــــــ[22 - 10 - 09, 03:21 م]ـ
كنت شيعياً
أنا من أسرة تقدم النذور في سبيل أئمة آل البيت بل وتطلب الرزق والشفاء وتفريج الكرب من أئمة آل البيت، وكان أفراد أسرتي يحرصون على زيارة قبور مشايخ الشيعة الإمامية للتبرك بقبورهم والتمسح بها.
وكنت وإخواني وأبناء عمومتي من أكثر الناس حرصاً على تأدية الشعائر الحسينية والاجتهاد في ضرب الصدور وشق الرءوس بالأمواس، وضرب الظهور بالسلاسل والجباه بالسيوف.
كل هذا كي ننال أكبر نصيب من الأجر والثواب حسب معتقداتنا السابقة.
واستمر الحال على هذا المنوال سنوات وسنوات حتى بلغت من العمر 24 سنة.
و في إحدى ليالي شهر محرم وبعد يوم شاق من المسيرات والتطبير وضرب القامات وشق الرءوس والصراخ والعويل وقفت أتفكر في فائدة هذه الطقوس وأهدافها وسألت نفسي:
هل هذه الأفعال سنة نبوية أم بدعة مذهبية؟!.
هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعبر عن حزنه بفقد أحبابه بضرب القامات؟
¥