تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واستخلصت تلك الدراسات انه مع الحاسوب تنخفض نسبة الاستيعاب نظراً الى استعمال الألوان وزيادة السرعة وتعدّد العمليات الذهنية كي تشمل تحديد الشكل والمكان. وكذلك استخلصت أن القراءة على الشاشة بطيئة نسبياً. إذ لا تستطيع العين البشرية رؤية أكثر من أربعة إلى ستة أحرف في النظرة، ضمن زمن يقدر بربع ثانية. كما كثر الحديث عن الإرهاق الحاد الذي يعاني منه مستعملو الشبكة، خصوصاً الأطفال والمراهقين الذين ينكبون على الشاشة من دون توقف. وإذا كان النشاط يتعلق بالألعاب الإلكترونية، دخلت الأشياء إلى درجات تعقيد عالية. فهنا اصبحنا أمام إنجازات خارقة، يرهق فيها الطفل كل طاقته ليجد نفسه منهكاً، على حساب إنجاز فروضه المدرسية. ويأتي ذلك بدل الصورة التقليدية للألعاب التي تهيء الطفل لاستيعاب الدروس.< o:p>

وفي المقابل، يجدر الاحتياط من تلك الخلاصات، لأن الدراسات حول القراءة الإلكترونية ما زالت محدودة حاضراً، وتتطلّب المزيد من التوسّع.< o:p>

وفي تجربة أميركية أولى من نوعها للاستفادة من الشبكة العنكبوتية في ميدان التعليم، جرى تعويض كتب المقرر المدرسي المطبوعة على الورق بوسائط معلوماتية حديثة. وعمد بعض الخبراء في ولاية كاليفورنيا الى استبدال النصوص الأساسية لمواد الرياضيات والعلوم (في المستوى الثانوي) واستعمال الشبكة العنكبوتية والحواسيب الصغيرة. وربما سارت بلدان أخرى على خطى بلاد «العم سام». ففي فرنسا مثلاً، يجري الحديث عن تجربة تطبيق تقنيات المعلوماتية على المقررات المدرسية في المستوى الثانوي. ويروّج بعض التربويين للتجربة بالإشارة الى قدرتها على تخفيف 20 في المئة عن كاهل الصغار من حقائب مدرسية تزن في المتوسط ثمانية كيلوغرامات. يطرح استعمال الشبكة العنكبوتية مشكلة التشتت في إطار النص نفسه نظراً الى وجود كثير من الروابط، التي تمثّل نعمة ونقمة في الوقت نفسه.< o:p>

وغالباً ما يسير المُطالع من موقع الى آخر. فينسى البعض السبب الرئيسي لاستخدام تلك الروابط. يشبه الأمر تيهاً وسط دروب مدينة عتيقة. كلما بدت الدروب جميلة والمحال جذابة، ازداد التجوال الى حدّ نسيان الهدف من الجولة نفسها! طبعاً هناك التعلم والاكتشاف غير المنتظر بأثر من هذا التجوال. وتبدو تلك مسألة مهمة، لكن ليس للمُطالَب بإنجاز عمل معين وفي وقت معين، خصوصاً الطفل والمراهق.< o:p>

وفي الإطار عينه، لوحظ تغيّر في النصوص المكتوبة (خصوصاً في المجلات). إذ أصبحت طريقة معالجة النصوص وتزويدها بالصور والتعليق، قريبة من النماذج المستعملة في «الويب». كأن الشبكة العنكبوتية بدأت إحكام قبضتها بواسطة أيديها الطويلة والمتعددة على كل ميادين الحياة البشرية.< o:p>

المصدر: جريدة الحياة اللندنية

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير