تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قد يضعف إيمان المؤمن عن التّوبة من ذنب معيّن، أو لربّما لا تساعده ظروف حياته على الإقلاع عن هذا الذّنب.وإذا كان الحال هكذا فلا ينبغي للمؤمن أن يعجز عن الاستغفار، فالاستغفار من أسباب المغفرة، ومن وسائل تخفيف أثر الذّنب، وهذا ليس بمستنكر.فالاستغفار المقرون بالتّوبة له شأن آخر، لأنّ من تاب من الذّنب توبة مكتملة الشّرائط وجبت له من الله المغفرة.وأمّا الاستغفار دون إقلاع عن الذّنب فإنّه وإن كان أقلّ درجة لكن لا يُعدم العبد منه فائدة، لأنّه تعرّض بالدّعاء لنيل رحمة الله تعالى ومغفرته للذّنب.والسّلف رحمهم الله قرّروا ونبّهوا أنّ مجرّد الاستغفار دون الإقلاع عن الذّنب أو العزم عليه ليس التّوبة الّتي وعد الله عليها بالمغفرة.

وبيانه أنّ الاستغفار درجات:

أولاها: الاستغفار المقرون بالتّوبة وهي أعلاها، ومذهب أهل السّنّة الجزم بترتّب المغفرة على الاستغفار المقرون بالتّوبة للنّصوص المتوافرة على ذلك، ومنها قوله e :

( التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له).قال ابن رجب: (فالاستغفار التّامّ الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله أهله ووعدهم المغفرة .. وهو حينئذ توبة نصوح).

الثّانية: الاستغفار بالقلب واللّسان من الذّنب لكن دون أن يقترن به توبة أو عزم على الإقلاع، وهذه أدنى من الّتي قبلها لكنّها محمودة.وهي واقعة يقع فيها كثير من النّاس، فهو إذا واقع ذنباً لامته نفسه فيستغفر ويدعو الله أن يغفر له لكن لا يقارن ذلك عزمه على الإقلاع لضعف إيمانه وشدّة تعلّق قلبه

بالذّنب، أو لغفلته عن التّوبة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فإن الإستغفار هو طلب المغفرة وهو من جنس الدّعاء والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمور به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعوا ولا يتوب) وساق حديث أبي هريرة المتقدّم ( ... علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به، أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء) ثمّ قال والتّوبة تمحو جميع السّيئات، ... وأمّا الاستغفار بدون التّوبة فهذا لا يستلزم المغفرة، ولكن هو سبب من الأسباب)

الثّالثة: الاستغفار العام باللّسان دون القلب، لكن بدون توبة من ذنب معيّن أو إقلاع عنه، قال ابن رجب: (وإن قال بلسانه: أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه فهو داعٍ لله بالمغفرة كما يقول: اللّهمّ اغفر لي، وهو حسنٌ وقد يُرجى له الإجابة، وأمّا من قال: توبة الكذّابين فمراده أنّه ليس بتوبة كما يعتقده بعض النّاس، وهذا حق، فإنّ التّوبة لا تكون مع الإصرار).

وقال: (ومجرّد قول القائل: اللّهمّ اغفر لي طلب للمغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدّعاء إن شاء أجابه وغفر لصاحبه، لا سيّما إذا خرج من قلب منكسر بالذّنب وصادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصّلوات.ويُروى عن لقمان عليه السّلام أنّه قال لابنه: يا بنيّ عوّد لسانك: اللّهمّ اغفر لي فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً.

وقال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي اسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم فإنّكم لا تدرون متى تنزل المغفرة).

لقد تعهّد إبليس أن يكسر نفس ابن آدم ويذلّها بالمعصية، وإذا كان كذلك فما من شيء اشدّ عليه في حال المعصية من أن يستغفر العاصي، قال الحسن رحمه الله تعالى: بلغنا أنّ إبليس قال: سوّلت لأمّة محمّد المعاصي، فقصموا ظهري بالاستغفار.

منقول

ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:20 ص]ـ

لكن حديث ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة

حديث ضعيف لا يصح

ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:24 ص]ـ

لكن حديث ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة

حديث ضعيف لا يصح

بل حسنه الألباني يا مولانا!

ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:49 ص]ـ

أعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله حسنه

ولكن هناك من أهل العلم من ضعفه

فقد ضعفه الشيخ محمد عمرو رحمه الله في مبحث موسع في كتابه

أحاديث ومرويات في الميزان

ـ[جويرية]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:23 م]ـ

جزاكِ الله خيرا

ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:36 م]ـ

موضوع لطيف

جزاكي الله خير

ـ[أبو حذيفة الأثري السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 12:18 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[26 - 10 - 09, 12:39 ص]ـ

أعانكم الله ورعاكم

حقا من المجرب عند الكثير من الناس أن له ذنبا يعتاده الفينة بعد الأخري

ولا يعني هذا أبدا تبرير فعل المعاصي أو أن الواحد منا حين يكون أسيرا لمعصية ما يتخذ من هذا الحديث قاعدة ليستسهل فعل معصيته

فقد صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لايغرنكم هوان المعصية أن أو السيئةلاتضاعف -معني كلامه فقط-ففي المعصية عشر مساوئ أنها تسود الوجه وتجلب غضب الرب وأنها تدفع إلي فعل سيئة أخري. وعد عشرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير