وكان الشيخ: محمد خليل هراس – رحمه الله – يسمي المستدرك: المستترك، أي: الذي يستحق الترك. فكان له تأثير كبير عليَّ في حب هذا العلم.
كما أن المنذري في آخر كتابه سرد أسماء الرواة المختلف فيهم الذين مرّ ذكرهم أثناء الكتاب فهذا أيضا مما أثر فيّ وحبب إليّ علم الرجال.
فضيلة الشيخ ... سمعنا أنكم تقسمون حياتكم إلى مرحلتين: مرحلة المعادي، ومرحلة مدينة نصر، فهل تذكرون لنا معنى هذا التقسيم؟
في مرحلة المعادي كنت في بداية الطلب، وكنت أنتهج منهج المتأخرين في الحكم على الأحاديث، ويمكن أن نسميها: مرحلة التقليد؛ حيث كنت أعتمد على تصحيحات ابن حبان والحاكم مثلا، ثم اعتمدت جميع ما يصححه العلامة الألباني ويحسِّنه.
أما مرحلة مدينة نصر فيمكن أن نسميها مرحلة الاتِّباع؛ فهي تتميز ببذل الوسع في البحث والتحليل، وانتهاج منهج الأئمة المتقدمين في الحكم على الحديث من تصحيح أو تحسين أو تضعيف أو إعلال، عن طريق جمع طرقه، والنظر فيها، ومقارنتها، وتتبع هل تكلم فيه أحد من الأئمة النقَّاد؟
ومتى تم انتقالكم من المعادي إلى مدينة نصر، ولماذا؟
كان ذلك سنة 1987 م، حيث حضر إلي الشيخ عبد الرحمن بن عقيل ومعه الشيخ أبو إسحاق الحويني، وطلبا مني الالتحاق بالعمل في دار التأصيل.
وكذلك كان من جملة من تم استدعاؤهم للعمل في الدار الأخوان الفاضلان أبو تراب عادل بن محمد وأبو معاذ طارق بن عوض الله
هذا بالنسبة للانتقال المكاني ... فماذا عن الانتقال المنهجي؟
طبعًا لم يكن ذلك من قِبَل نفسي، ولكن مخالطتي للأخوين الفاضلين عادل أبي تراب وطارق أبي معاذ ومدارستي معهم جعلتني أتعرف على منهج المتقدمين في الحكم على الحديث، وأقتنع به، وأتخذه منهجا لي.
فضيلة الشيخ ... هل تذكر لنا نتاجكم العلمي بناء على هذا التقسيم؟
بالنسبة لمرحلة المعادي ألفت فيها الآتي:
1 - أخذ الجنة بحسن حديث الرتع في رياض الجنة، ومعه الأذكار الصحاح والحسان في الصباح والمساء وبعد الصلاة.
2 - القسطاس في تصحيح حديث الأكياس.
3 - آداب حملة القرآن للآجري، الذي طبع زورا باسم: أخلاق أهل القرآن.
4 - البدائل المستحسنة لضعيف ما اشتهر على الألسنة، الجزء الأول.
5 - تخريج أحاديث الحقوق (حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة للشيخ ابن عثيمين).
فضيلة الشيخ ... هل معنى تراجعكم عن منهجكم القديم عدم رضاكم عن هذه المؤلفات؟
قد لا أرضى عن الحكم النهائي على الأحاديث، باستثناء كتاب "تخريج أحاديث الحقوق" فأنا راضٍ عنه إلا نحو حديثين.
لكن أليس من الممكن لطلاب العلم الاطِّلاع عليها والاستفادة منها؟
لا شك، يمكن أن يقرءوها، ولكن غالب هذه الكتب غير متوفرة الآن.
وبالنسبة للكتب التي ترضون عنها؟
1 - تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة (جزءان، في كل جزء 50 حديثا).
2 - تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع (جزء واحد فيه 25 حديثا)
3 - تخريج أحاديث كتاب: "الذل والانكسار للعزيز الجبار" لابن رجب الحنبلي، اشتركت في تحقيقه مع حسين الجمل لكن قد يحتاج حديث أو حديثان فيه إلى إعادة نظر.
4 - تعليقات على كتاب: (إماطة الجهل بحال حديثي "ما خير للنساء" و"عقدة الحبل") جمع وتنسيق زوجي: أم عبد الرحمن بنت النوبي.
5 - أحاديث ومرويات في الميزان، فيه حديث "قلب القرآن يس" في الميزان - وقد طبع مفردا قبل ذلك - وحديث "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ... " في الميزان.
وبالنسبة للمؤلفات التي لم تطبع بعد؟
أكثرها متفرقات، لم تكتمل، منها:
1 - تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع (الجزء الثاني) كنت قدمته للطبع ثم سحبته، ومن جملته حديث دعاء بعد الوضوء "اللهم اجعلني من التوابين ... " الذي أتمنى إفراده بتصنيف.
2 - أحاديث وروايات فاتت أئمة وسادات (متفرقات ما زلت أجمع فيها منذ سنوات)
3 - جزء في تخريج حديث: "ما السماوات السبع ... " (شرعت في تبييض بعضه).
4 - جزء في تخريج حديث: "ثلاث جدهن جد ... " (كامل عندي لكنه لم يطبع).
5 - الدراري الفاذة في الأحاديث المُعلَّة والمتون الشاذة (متفرقات).
6 - حديث "لا يدخل الجنة عجوز" في الميزان (أيضا بيّضت منه جزءا، ثم توقفت، وقد حكمت بحُسنه).
7 - جزء فيه زيادة "ونستهديه" في خطبة الحاجة (جمعت طرقه، ولم يبيّض حتى الآن، وله ثلاثة أسانيد: أحدها معضل، والآخر ضعيف جدا، والثالث منكر).
¥