8 - مختصر فضل ذي الجلال بتقييد ما فات العلامة الألباني من الرجال (ما زال في مرحلة التبييض، وقد تجاوزت نصفه، وهو الجزء الأول منه بحول الله وقوته)
9 - الهجر الجميل لأوهام المؤمَّل بن إسماعيل أو (المعجم المعلل لشيوخ العدوي مؤمَّل) (بيّضت منه جزءا، والباقي لم يبيّض).
فضيلة الشيخ ... هل يمكن أن تذكروا لنا أبرز مشايخكم؟
ليس لي مشايخ إلا الشيخ: محمد نجيب المطيعي (صاحب تكملة المجموع) رحمه الله، حيث كنت أحضر دروسه في مسجد الفتح بالمعادي، وكان الشيخ يثق فيّ، مع أنني لم أخالطه كثيرا، ولم ألزمه.
وكان يقول في أثناء بعض دروسه: (لا أثق إلا في محمد عمرو ومحمد الصَّوَّاف) في جملة الطلبة الذين يحضرون له هذه المجالس.
ثم بعد مدة أعطاني الإجازة دون أن أطلبها منه، فقال: اذهب إلى الجزء الثالث عشر من المجموع، وخذ إجازتي (وهما إجازتان، إحداهما إلى النووي، والأخرى إلى البخاري إسناد المعَمَّرين).
وبالنسبة للعلامة الشيخ الألباني رحمه الله؟
رأيته مرة واحدة حين كنت متجها إلى مسجد أنصار السنة بعابدين، فرأيت رجلا أبيض مشربا بحمرة، له لحية بيضاء، والناس مجتمعون حوله في غرفة صغيرة، وهو يتكلم عن حديث السبعين ألفًا، فقال: وفي رواية: (الذين لا يرقون ولا يسترقون) وزيادة لا يرقون شاذة والشذوذ من سعيد بن منصور.
وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي أرى فيها الشيخ، ولما رأيته كنت لا أعرفه، ثم بعد ذلك عرفت أن هذا هو الشيخ الألباني، وكان عمري حينها نحو 21 عاما.
نريد أن نتعرف على شخصية كان لها بالغ الأثر فيكم؟
الأخ "عبد الرحمن بن يوسف بن حسين" الذي كان سببا في لفت نظري إلى قراءة كتب العقيدة السلفية كما ذكرت من قبل، وكذلك الأخ الحبيب "محمود نظمي" زميلي بالكلية.
وبالنسبة للكتب التي أثرت فيكم؟
كتاب "نزهة المجالس ومنتخب النفائس" للشيخ عبد الرحمن الصفوري، وكتاب "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري رحمه الله، ضبط وشرح الشيخ محمد خليل هرّاس رحمه الله.
فضيلة الشيخ ... اذكر لنا شخصا كنت تتمنى أن تلقاه ولم يقدَّر لك لقاؤه؟
الشيخ الألباني رحمه الله.
لكنكم ذكرتم أنكم رأيتموه في مسجد أنصار السنة بعابدين؟
نعم، لكنني لم أكن أعرفه، ولم يكن لقاء علميّا، فأنا أقصد كنت أتمنى لقاؤه يعني مصاحبته والتعلم منه.
لكن نريد شخصا معاصرا كنت تتمنى لقاؤه، ولم تلقه مطلقا؟
الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى.
فضيلة الشيخ ... نريد أن تذكر لنا كتبًا تنصح طلاب علم الحديث بقراءتها؟
كتاب التنكيل للشيخ المعلمي رحمه الله.
وسلاسل الشيخ الألباني رحمه الله، وإرواء الغليل له، وباقي مؤلفات الشيخ رحمه الله
والكتب التي تنصح بعدم قراءتها؟
كتب "حسن السقاف" لغير المتمكن أو لمَن يمكن أن يصدِّق ما بها من شبهات، ومثله "محمود سعيد ممدوح" ومن كان على شاكلتهما.
وبالنسبة للمتمكن من طلاب العلم؟
يستطيع أن يرد هذه الشبهات بسهولة.
هل هناك أشخاص معاصرون تنصح بالقراءة لهم؟
سأذكر في مجال علم الحديث فقط؟
نعم، هذا ما نقصده.
أنصح بمؤلفات الشيخ حمزة المليباري حفظه الله، وكذلك مؤلفات تلميذي النجيب الشيخ طارق أبي معاذ
وبالنسبة للاستماع في علم الحديث أيضا؟
أنصح بسماع الشيخين: عبد الله السعد، وسعد الحميد، وكذلك القراءة لهما، وللشيخ خالد الدريس والدكتور اللاحم أيضا وإن كنت لم أقرأ لهم كثيرًا.
فضيلة الشيخ ... نريد أن تذكر لنا موقفا من المواقف العامة التي لا تنسى؟
كان ذلك مع الشيخ المطيعي حيث كان بيننا بعض مساجلات أذكر منها أنه مرة قال: لا دليل أن الله – سبحانه وتعالى - يوصف بالقديم
فانصرف ذهني إلى حديث: (كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ... ) الحديث في سنن أبي داود، فحاول الشيخ تأويل هذا الحديث.
ثم في يوم الجمعة التي تليها، قال الشيخ: يا شيخ عمرو، هذه سنن أبي داود، هات الحديث الذي نَخَعتَه
وكان معه سنن أبي داود، وجلس على المنبر وأنا أمامه، ففتحت الكتاب واستخرجت له الحديث.
فقال الشيخ: ظننتك تقول دعاء دخول المنزل وليس دعاء دخول المسجد. لكن هذا الحديث أنا متوقف في ثبوته الآن
نريد أن تذكر لنا موقفا رمضانيا لا ينسى.
نعم، كان ذلك سنة 1987 م، عند ادعاء محاولة اغتيال حسن أبي باشا، وكنت أسكن في المعادي فجاءوا وأخذوني ولم يهنِّئوني بالفُول (طعام السحور) حين طُرِق الباب فجأة، وظللت معتقلا (34) يوما، لكن الحمد لله كانت بردا وسلاما، ولم نتعرض فيها للأذى.
في نهاية الحوار ... تعطي نصيحة عامة للمسلمين.
أوصيهم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن.
ونصيحة خاصة لطلاب العلم.
أنصحهم بالصبر وعدم استعجال الرياسة، يعني لا يستعجل أن يكون شيئا، فأوصيهم بالصبر بصفة عامة، وعدم تحديد الوصول إلى مرتبة معينة في عدد معين من السنين
فضيلة الشيخ ... أخيرا كلمة تختم بها الحوار.
أسألكم أن تدعوا لي بالعافية وأن يرفع الله عني البلاء.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يشفيكم من كل مرض، ويعافيكم من كل سوء، وأن يبارك لنا في عمركم وعلمكم.
جزاكم الله خيرا.
فائدة: سألت الشيخ عن الأخ عبد الرحمن يوسف الذي يذكره دائما بالخير لأنه كان السبب في التزامه واتجاهه لطلب العلم، هل ارتبط بعلاقة معه بعدذلك، فقال: لا، فسألته هل تتابع أخباره؟ فقال: لا أعرف عنه شيئا!
فعجبت يحفظ له هذا الفضل منذ كان عمره 18 سنة إلى الآن مع انقطاع الصلة بينهما!
حفظ الله الشيخ محمد عمرو فهو من بقية السلف الذين أصبحوا في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض.
¥