بَدَأ محمودٌ رحمةُ اللهِ عليهِ غَزَوَاتِهِ لِلهندِ سنةَ 1001 م وَلَمْ يَتوقفَ حَتى أصابَهُ المَرض عَامَ 1028م، لِيتوفى بَعدَها بِعامَينِ ويُدفَنَ بِغزنَةَ فِي قبرٍ يُحيطُ بِهِ مَسجِدٌ عظيمٌ، وَقدْ احتفظ فِيهِ ببعضِ آثارِهِ مِنَ الهندِ مِنهَا القضيب الذي كَانَ يُحطِمُ بِهِ الأصنامَ وَكذلِكَ أبواب مَعبدِ سومنات.
http://sarayablog.net/wordpress/wp-files/uploads/2009/11/ma7mod_g.jpg
وَبالسنواتِ سَنوردُ باختصارٍ انتصاراتِ القائدِ يمينِ الدولةِ وَفتوحاتِه المظفرة:-
* فِي سِنةِ 1001م، التَقَى المَلِكَ چيبال وَحاصَرَهُ وانتصرَ عليهِ وأسَرَهُ، ولمَّا فَرِغَ مِنْ غَزوتِهِ أحبَّ أنْ يُطلِقَ سراحَهُ لِيراهُ الهنودَ فِي شعارِ الذلِ، وَلمَّا كانَ مِنْ عادَةِ الهنودِ أنَ مَنْ وَقعَ فيهِم أسيراً فِي أيدي المُسلمينَ لمْ تنعَقِدَ لَهُ بَعدَها رياسةٌ، حَلقَ چيبالُ رَأسَهُ وَألقى بِنَفسِهِ في النارِ .. وَفِي هذِهِ الغزوةِ استولى السلطانُ محمود على بيشاورَ وَبهندا التي حاصَرَها حتى استسلَمَتْ.
* سنةَ 1004م، غَزَا بهاطية بجانبِ مولتان، وَهيَ مَدينةٌ مُحصّنَةٌ يُحيطهَا خندقٌ عميقٌ، استمرَّتِ المعركةُ ثلاثةَ أيامٍ انتهتْ بانتصارِ محمودٍ واستيلائهِ عَليها وقتلِ واليهَا الذي فرَّ إلى صَحراءِ السِّندِ.
* سنةَ 1005م، توجّهَ لِفتحِ مولتان، وَقبلَ أنْ يَصلهَا حَاربَ والي لاهور لاستنجادِ صاحِبَ مولتان بهِ، فكانَتِ الغلبةُ لمحمودٍ. كما أنّهُ سَارَ فِي العامِ نَفسِهِ إلى قلعَةِ (كواكير) وكانَ بِها ستمائة صنمٍ، فاقتَحَمَها وَحَرَقَ أصنامَهَا، فهرَبَ صاحبُهَا إلى قَلعَةِ (كالنگر) فسارَ خلفَهُ وحاصَرَهُ ثلاثةً وأربعينَ يوماً فتصالَحَ مَعهُ عَلى خمسمائةِ فيلٍ وثلاثَةِ آلافٍ مَنٍّ مِنَ الفضةِ.
* سنةَ 1008م، وَقعَتْ مَوقِعةٌ عظيمةٌ تَجمَّعَ لَها الهندوسُ وملوكُ (أجين وگواليار وكالنگر وقنوج وأجمير ودهلي)، لكِنَ اللهَ أرادَ النصرَ فِي النهايةِ لِمحمودٍ وَجيشِهِ المسلم، وَرَجعَ مُنتصِراً إلى غزنةَ بَعدَ مَعركةٍ شديدةٍ محمَّلاً بالغنائمِ الوفيرةِ. ثُمَّ سَارَ بَعدَها إلى قلعةِ (نگركوت) واستولى عَليها، وكانَ الهندوسُ قدْ جَعلُوهَا مَركزاً وَخِزانَةً لِصنَمِهِم الأعظم يَنقلونَ إليها أنواعَ الجواهِرِ وَأنفسَها تقرُبَاً إلى آلهتِهِم.
* سنةَ1011م، توجَّهَ محمودٌ لِغزوِ (تهانسير) لِمَا سَمِعَهُ مِنْ أنَّ الهندوسُ يَتخِذُونَ صَنماً يَعتقِدُونَ قِدَمَ وجودِهِ وَيحيطونَهُ بضروبِ التعظيمِ، فأرادَ محمود أنْ يَقضيَ عَلى هَذا الصنمِ، وَرُغمَ أنّهُ لَقيَ كثيراً مِنْ ضُروبِ المشقَّاتِ لكِنهُ استطاعَ التغلبَ عليهَا والانتصارَ على عدوِهِ فهَدَمَ المعبدَ وَكسَرَ مَا فيهِ مِنْ أصنامٍ إلا صِنماً كبيراً أرسَلَهُ كَمَا هُوَ إلى غزنةَ حيثُ ألقاهُ فِي الطريقِ يَمرُّ عليهِ الناسَ ويطئونه بِأقدامِهِم عَلى رُغمِ مِنْ أنَّ ملوكِ الهندوسِ ترجّوهُ أنْ لا يَفعَلَ مُقابِلَ أيِّ فِديةٍ يَطلبُهَا، لكنهُ أجابَهُم أننا نَحنُ المسلمونَ نعملُ أولاً على نشرِ الإسلامِ وَهدمِ مَعابِدَ الأصنامِ وَنعتَقِدُ أنّنا سَنَجِدُ أضعافاً مضاعفةً مِنَ الأجرِ وَالثوابِ وَلا حَاجَةَ لَنا إلى أموالِكم.
تَوالَتْ انتصاراتُ محمودٍ وَفَتَحَ القِلاعَ الواحدةَ تِلوَ الأخرَى، فَمِن قنوج الى ميرت وگلجند ومترا التي كانَتْ تابعةً لِمُلكِ دلهي وگواليار وَغيرَهَا الكثير حَتى حَانَتْ ساعة سومنات التي كانت مِنْ أهمٍ الغزواتِ.
في سومنات
تَوجَّهَ محمودٌ إلى گجرات وكانَ يقصَدُ بِالذاتِ سومنات وَمَعْبدَهَا الشهيرَ، وَكانَ مِنْ أعظمِ أصنامِ الهندِ يحجّونَ إليهِ كُلَّ ليلةِ خسوفٍ وَيُحيطونَهُ بهالةٍ عظيمةٍ مِنَ التقديسِ وَينسِبونَ إليهِ الكثيرَ مِنَ المُعجزاتِ وَيدَّعونَ أنّ المدَّ والجزر هُوَ عِبادةُ الماءِ لَهُ، وَيكونَ عِندَهُ مِنَ البراهمةِ كُلَّ يومٍ ألفَ رَجلٍ لِعبادَتِهِ وَثلاثمائةِ رَجُلٍ يَحلِقونَ رؤوسَ الزوارِ وَلحاهم وَثلاثمَائة يُغنونَ وَيرقصُونَ، وَقدْ أغدَقَ الهندوسُ عَلى مَعبَدِهِم كُلَّ نفيسٍ حَتى عَجِزَ الواصفونَ عَنْ إحصاءِ مَا فيهِ مِنْ نفائس.
¥