تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* المزاح والبكاء *

للشيخ مزاح كثير، وعنده دعابة ومرح رحمه الله تعالى.

* إذا جاء أحد إلى الشيخ في بيته، قال له ـ أي الشيخ ـ: العشاء معنا، فإذا قال أنا يا شيخ لا أستطيع، قال: أنت تخاف من زوجتك؟! تعشى معنا.

* زوج حفيدة الشيخ جاء إليه وقال: يا شيخ نريدك تأتي إلى بيتنا، ونستضيفك. قال الشيخ: لا مانع، إذا تزوجت مرة ثانية نأتي إلى الوليمة إن شاء الله تعالى.

فذهب هذا وأخبر حفيدة الشيخ، وقال الشيخ يقول نأتي إليكم إذا تزوجت. فأخذت الهاتف وتكلمت مع جدها الشيخ وقالت: كيف يا شيخ …؟ فقال: نحن نمزح معه، لا نريده يتزوج، نأتي بغير زواج.

* الشيخ إذا جلس يسجل نورٌ على الدرب، يخلع شماغه وطاقيته، ويقول: من يحمل الأمانة؟ فإن قال أحد الجالسين: أنا، قال: خذ.

* في أحد المرات كان عنده أحد الأخوة وكان الشيخ يريد أن يسجل " نورٌ على الدرب"، وكان الشيخ يريد هذا أن يخرج، لكن بأدب، فقال: يا هذا نحن نريد أن نسجل حلقتين متواصلات وأظن يطول عليك، قال: لا إن شاء الله أجلس وأستفيد، قال الشيخ: أخاف تكح، تعرف التسجيل ما فيه كح ولا شيء، قال: لا إن شاء الله ما فيني كحة، قال الشيخ: لا الكحة تجيك، قال: ففهمت وخرجت.

إذا كان الشيخ يمزح، فالشيخ يبكي رحمه الله تعالى؛ وعدة مرات ينتهي الدرس وينقطع بسبب البكاء.

* لما قرأ عليه الشيخ ابن قاسم في زاد المعاد قصة عائشة رضي الله عنها في الإفك الذي حصل لها، بكى الشيخ وانقطع الدرس بالبكاء.

* عند قول أبي بكر - في حادثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم -: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، بكى الشيخ بكاء شديداً.

* عند ذكر مآسي المسلمين كان يبكي، وإن كان على الطعام أو في الدرس، كان رحمه الله تعالى صاحب بكاء.

أيها الأحبة الكرام ... تأملوا في مزاح هذا الإمام وفي بكائه، تجد أنه يبكي في موطن البكاء، ويمزح في مواضع المزح.

الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ له قاعدة في المزاح , يقول: المزاح كالملح في الطعام، إن زاد ضر، وإن نقص يفسد الطعام.

لا تمازح كل أحد، المزاح دعوة إلى الله عز وجل، وشيخ الإسلام ابن تيمية له كلام جميل حول المزاح متى يكون، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يمازح كبار المجاهدين ـ كبار المهاجرين والأنصار ـ وإنما مازح النساء، الضعفة، المساكين، الصغار، والأطفال، كان يمازحهم لأنهم يحتاجون إلى المزاح، وكلامه رحمه الله موجود في كتاب الاستقامة.

* البعد عن الدنيا *

* الشيخ رحمه الله تعالى متقلل من الدنيا جداً، كما هو معروف من حاله رحمه الله تعالى، إذا ما عرفت أنه لا يملك بيتا!!

وقد حاول الدكتور الزهراني أن يأذن له في شراء بيته الذي في مكة، لأنه مستأجر، فقال: اصرف النظر عن هذا الموضوع، اشتغل في حوائج المسلمين.

* لما زار الملك فيصل ـ رحمه الله ـ المدينة ـ وكان الشيخ رئيس الجامعة الإسلامية ـ زار الشيخ في بيته فقال للشيخ: إنا سنعمر قصراً لكم. فالشيخ تركه ولم يرد؛ وعمر القصر، فلما أرادوا أن يسجلوا صكاً بإسم الشيخ، قال الشيخ: لا، سجلوه بإسم رئيس الجامعة الإسلامية، حتى إذا جاء رئيس مكاني يكون في هذا البيت.

* قوّة الذاكرة *

الشيخ رحمه الله عنده ذاكرة قوية، فإذا سلمت عليه وقد سلمت عليه قبل سنوات عرفك.

* حدثني أحدهم، يقول: سلمت عليه بعد خمسة عشر سنة، فأخبرني باسمي!!

* لكن اعجب أنه يحفظ الجزء والصفحة!! ويصحح الكتب من حفظه رحمه الله، بل وأعجب من ذلك في مقام العلم والعلماء.

الإمام الشيخ الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ هو شيخ الشيخ ابن باز، كان إماماً لا يضاهى في حفظه، وكان الشيخ عبد العزيز يحضر عنده في المحاضرات، ويتعجب لسرعته في إلقاءه، فكان الشيخ في أحد الأشرطة يقول:

ما شاء الله .. ما شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير