تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* يقول أحدهم: صليت بجوار الشيخ، فلما انتهينا من الصلاة، قال لي بعد السلام والإحتفاء: كأني أحس أنك تسابق الإمام وهذا يبطل الصلاة، لعلك تعتني وما تسابق الإمام.

* وآخر يقول: صليت بجوار الشيخ، وكان الشيخ يصلي تحية المسجد، وكنت أنا صليت قبله، وجلست أقرأ بصوت مرتفع، فلما سلم قال لي: ما شاء الله قراءتك جيدة، هل تحفظ القرآن؟ قلت: لا، لا أحفظ القرآن، قال: لا، لا ينبغي لمثلك أن لا يحفظ القرآن، احفظ القرآن يا ولدي، قال: فبدأت منذ ذلك الوقت حتى حفظت القرآن، وكان الشيخ يدعو لي، وأطال الدعاء بأن أحفظ القرآن، وكان يقول: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل .. - يدعو لي -.

* وأحدهم يقول: كنت أقرأ وأخطئ، فقال لي الشيخ: لا .. صوّب قراءتك، وكان يصوّب لي، ثم قال لي: اقرأ على أحد وصوّب قراءتك، لا تستمر هكذا.

* في مرة قال لأحد جلسائه: هل لك حزب تقرأ في القرآن؟ قال: لا .. أحياناً أقرأ وأحياناً أطيل القراءة وأحيانا ...... ، قال الشيخ: لا، اجعل لك حزباً، أتعلم أنك إذا قرأت جزء كل يوم تختم القرآن في كل شهر مرة، وإذا قرأت جزئين تختم القرآن في الشهر مرتين .. وهكذا، فاجعل لك حزب ولا تترك الأمر هكذا.

* كرمه *

الحقيقة في كرم الشيخ لا أدري من أين أبدأ وإلى أين أنتهي!! فالشيخ كرمٌ كله، وحياته كلها كرم، وهذه الميزة من أبرز الميز عند الإمام رحمه الله تعالى.

ولا تظنوا أن الشيخ أصبح كريماً، بل الشيخ كان كريماً، ولا يزال كريماً إلى أن توفاه الله عز وجل. تصوّر من صغره ـ رحمه الله ـ وهو كريم! وكرم أصيل! كرم حاتمي غير متكلف!! وفي صغره ـ رحمه الله ـ له قصص في الكرم، وهو لا يزال صغير جداً.

* حدّث عنه الشيخ: محمد ابن باز ـ أخوه الأكبرـ، حدّث بأن أخاه وشقيقه سماحة الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ كان يطلب من والدتهم أن تزيد في الغداء والعشاء، ثم يأخذه معه لطلبة العلم.

يقول أخوه محمد: قلنا له لماذا تقوم بذلك باستمرار؟ دائماً أنت تطلب من الوالدة أن تزيد في الغداء والعشاء وأنت تعرف حالنا .. حال ضعيفة وفقراء!!

يقول: كان الشيخ يقول لنا إن الله كريم وسيبسط لنا في الرزق.

* هناك قريب للشيخ، اسمه: سعد بن حسين، هذا يقول الشيخ عنه إنه يكبرني بعشر سنوات، ويقول ـ أي سعد ـ: أن الشيخ كان يحضر درس الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم، فإذا انصرف من الدرس وهو في الطريق يأخذ معه من لقي، من طلبة العلم، والغرباء، والفقراء، والمساكين، ثم يذهب بهم إلى البيت، وما وجد قدمه لهم. هذا وهو في أول الطلب!!

* كان رحمه الله تعالى يستدين من راتبه للشهر القادم حتى يساعد المحتاجين، وما ذكر له أمر إلا وسعى إلى المساعدة فيه، حتى أن امرأة أرسلت إليه وقالت: أنها امرأة معاقة، ولا أحد يرغب فيها ـ في الزواج ـ , فلو أنك ساعدتها في شراء بيت، وإذا كانت امرأة عندها بيت، قد يرغب فيها لأجل البيت. فقال الشيخ: لا بأس، فأمر لها، وبعث لها بأكثر من أربعمائة ألف ريال يشترى لها بيت حتى يرغب فيها، لعلها تتزوج.

* رجل في الفلبين أسلم، فكان يؤذيه القوم بسبب إسلامه، وهُدّمَ بيته، فكتب رسالة لسماحة الشيخ: إني لا أعرف في العالم من أكتب إليه إلا أنت، فكتب له الشيخ رسالة, وبعث معها عشرة آلاف ريال يستعين بها في بناء سكن له.

* حدّث مرة سائقه شاهين عبد الرحمن، وطباخه نصير أحمد خليفه: أن الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ لما ذهب إلى مسكنه في مكة، دخل البيت وقت الغداء، فلم يسمع أصوات الناس، الذين يأتون إليه ويتغدون عنده ويتعشون! فسأل أحد مرافقيه: ما بال الناس اليوم ما أتوا!! ما أسمع أصوات!! فقال له: إن الحرس قد منعوهم! فغضب ـ رحمه الله ـ وخرج إلى الحرس وزجرهم، وأمر بإدخال الناس كلهم إلى الغداء.

* كنت عنده في المكتب، فجاء رجل وسلم عليه، وكان الرجل من أهل أفريقيا، وغريب، فقال له الشيخ: تجلس عندنا، وأنت في ضيافتنا، وهللّ ورحب به، وطلب البخور، على عادته رحمه الله، فقال الرجل: نريد أن نجلس معكم! قال الشيخ: حياكم الله .. حياكم الله! فقال الرجل: يا شيخ نتغدى عندكم اليوم! فقال الشيخ: حياكم الله اليوم كل يوم!! ثم قام الشيخ إلى الصلاة وهو يقول: حياكم الله اليوم وكل يوم .. يرددها!!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير