تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* في عام 1417هـ، حين سافر رحمه الله إلى الطائف، ودخل في مسكنه، فلم يفد إليه الناس! الأبواب مفتوحة والناس لم يفدوا إليه!! فالشيخ تعب من هذا الموقف وضاق صدره! وسأل لماذا الناس لا يأتون؟ فقالوا له: إن الناس ما علموا أنك أتيت، والذين علموا أرادوا أن ترتاح يوم أو يومين أو ثلاثة، ثم يأتون، قال الشيخ: لا، لا، اذهبوا، وأمر من عنده أن يخرجوا إلى السوق وإلى الجيران ويخبروهم بأن الشيخ موجود، وأنه سوف يغديكم هذا اليوم!! يدعو الناس كلهم!

* بل إن الشيخ رحمه الله تعالى في طعامه لا يأكل إلا مع الفقراء! دائماً في سفرته لا يأكل إلا مع الفقراء!! حتى ضاق ذرعاً بعض الأغنياء والوجهاء وقالوا لمن حول الشيخ: كلموا الشيخ بأننا نريد الشيخ أن يجعل طعام للفقراء، وأن يجعل طعام للخاصة ونجلس معه، ونتحدث معه!

فغضب الشيخ رحمه الله تعالى لذلك غضباً، ثم قال: الذي لا يعجبه وتأبى نفسه أن يأكل مع الفقراء ليس بمجبور! ما جبرنا أحد، يخرج يأكل مع أهله، أما أنا فلن أغير من طريقتي شيئاً!!

* الشيخ رحمه الله تعالى لا يأكل طعامه لوحده أبداً. ثم إن الشيخ يربي أهله على الكرم أيضاً.

جاء مجموعة من النساء من أقارب الشيخ للسلام عليه، ودخلوا في صالة النساء وجلسوا، ثم إن الشيخ جاء من صالة الرجال وسلموا عليه، ثم لما أراد أن ينصرف أوصى زوجته أن تكرمهم، وأن لا يذهبوا حتى يأكلوا الغداء!

* الشيخ كما يقال عنه: أبو المساكين!! تعرفون أنه في السنة الأخيرة ما حج الشيخ، لتعبه ما حج، فجاء رجل من خارج البلاد إلى مخيم الشيخ رحمه الله، فسأل وقال: أين الشيخ؟ فقالوا: الشيخ لم يحج هذه السنة، لكن الشيخ أوصانا بأن نلبي جميع احتياجات الناس! كل من سأل عن الشيخ وكان له حاجة نلبيها، قال: لا، أنا أريد الشيخ، أنا أريد أبو المساكين! ورجع ولم يخبرهم بحاجته، لأنه يريد أن يخبر الشيخ شخصياً لمعرفته قدر الشيخ رحمه الله.

* هل لك أن تتعرف على قمة كرم الشيخ!!!

قمة كرم الشيخ رحمه الله تعالى أنه أباح الناس كلهم، قال رحمه الله تعالى: ظهري حلال لكل مسلم.

وكما تقدّم، حينما قال له السائل أن فلانا يقول عنك أنك مبتدع، قال: هو مجتهد!!

وكما قال صاحب بازية الدهر:

وحاتم في عطاياه وجودته………… .. في بحركم لا يساوي عشر مثقالي

وكل من عرف الشيخ، عرف كرمه الحاتمي الأصيل، والذي يمكن أن نستفيده من هذا الموقف في كرم الشيخ رحمه الله تعالى أن الكرم من أعظم أبواب الدعوة إلى الله عز وجل، إنك لن تدعو الناس وهم جوعى، وهم فقراء، وهم ذوُو حاجات؛ سد حاجاتهم؛ فهذه دعوة.

وإطعام الناس، وفتح الأبواب - أن يكون العالم يفتح أبوابه للناس - هذا منهج نبوي! النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يوصد أبوابه، ولم يكن يمنع الناس، بل كان مع الناس، وحول الناس، ويتلمس حاجتهم، ويقضي حوائجهم، ويكون في عونهم، فهذا هو المنهج النبوي.

ولذلك ينبغي لطالب العلم أن يتفقد نفسه، فإن كان في الكرم ضعيفا، فعليه أن يعيد النظر في نفسه؛ فإنه لا داء أدوأ من البخل! والإنسان بِشَر ما دام بخيلا، والكرم هو باب الخير، ومفتاح البر، وعلامة الرجولة.

ثم إن الكرم أيها الأحبة كما يقول الشافعي:

تستّر بالسخاء فكل عيبٍ …………… .. يغطيه كما قيل السخاءُ

عوّد نفسك البذل، هل لك إلا ما أنفقت وقدمت وبذلت؟ وأحسن الظن بربك، فإن الله مخلف عليك جميع ما أنفقت.

إنه شينٌ وعيب أن ترى طالب علم، حافظٌ لكتاب الله، ولشيء من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا تجد عنده كرما، بل تجده على الضد في ذلك، فذلك من أكبر العيوب، ومن أعظم الشقاء، فإنه كما تقدم: لا داء أدوأ من البخل، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم.

والإنسان إذا كان مبتلىً بالبخل فهذه مشكلة، ولكل مشكلة علاج، تعوّد وتربَّ مع الكرماء حتى تصبح كريماً، وحاول مع نفسك بدروس تربوية مستمرة، وإن شاء الله تزول عنك المشكلة، أما البخل؛ فأعوذ بالله وأعيذكم بالله منه.

* صبره وجَلَدُه *

* الشيخ كبير في سنه، لكنه يعيش روح الشباب، حتى ـ والله ـ إذا نظرت إلى حركاته، وصلاته، تجده يصلي صلاة الشباب! فهو يعيش بروح الشباب، ولا عليك يا أخي أن تكون كبيراً في سنك، ما دامت روحك شبابية، قوة، وعزيمة، وإرادة، تتحطم أمامها الصخور!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير