* لما جاء الشيخ ليتزوج في القصيم، جاء والكتب معه، وكل من استضافه يقرأ، حتى في وقت الزواج يقرأ عليه، وألقى محاضرة في ثانوية بريدة!
* لما كان الشيخ في الدُلم قديماً، يُحدث عنه الشيخ عبد الرحمن بن جلال يقول: إنا خرجنا على أرجلنا, نحن والشيخ، وليس معنا سوى حمار واحد، وضعنا على الحمار أدوات القهوة والفُرش، وأصبحنا نمشي على الأرض والشيخ معنا، وجلسنا على بعد ثلاثة عشر كيلو متر من الدُلم, على النفود، فما أن جلسنا حتى قال الشيخ للقارئ: اقرأ، فبدأ يقرأ بعد صلاة المغرب، على نور بسيط من السراج، وفوجئنا بسحابة عظيمة وريح شديد، ونحن الآن على النفود، فجعلنا فُرشنا على رؤسنا من شدة المطر والريح، ثم قال لنا الشيخ بعزيمة وقوة: احملوا أغراضكم فوق الحمار، فحملنا أغراضنا على الحمار, ومشينا على أرجلنا والشيخ معنا، والشيخ كفيف الآن، ومشينا حتى وصلنا إلى إحدى المزارع التي أضيء فيها ضوء، بسبب أن أهلها أوقدوا فيها سعفاً يتدفئون عليه، فذهبنا إليهم، فما أن وصلنا وأخذنا مكاننا، حتى قال الشيخ للقارئ: واصل، اقرأ من الموقف الذي وقفت عليه!!
* في آخر أيام الشيخ، وهو في المستشفى العسكري في الطائف، كانت تقرأ عليه الكتب، حتى أنه في الساعات الأخيرة له رحمه الله، أمر من عنده أن يقرأ عليه كتاب فتح المجيد!
فدخل عليه الشيخ محمد الموسى ليطمئن على صحته، فقال له الشيخ: ماذا معك؟ هات ما عندك؟ قال: ما معي الآن شيء، عندي كتاب فتاوى اللجنة، المجلد الثاني عشر، خرج من المطبعة، وبعض المعاملات، وإني تركتها في السيارة، وما قدمت إلا للإطمئنان على صحتك، فقال الشيخ: ارجع وهاتها! قال: فجئت وقرأت عليه من فتاوى اللجنة أكثر من أربعين صفحة!! ثم بدأنا في المعاملات!!
* الاهتمام البالغ في الكتب *
* ذُكِر له " المفهم في شرح صحيح مسلم " للقرطبي، فقال: هل طبع هذا الكتاب؟
قالوا: نعم.
قال: ائتوني بنسخة.
فكان يتابع الكتب رحمه الله، وهذا فيه ملحظ على أن طالب العلم لا يكتفي بما لديه من الكتب، بل عليه أن يكون طالب علم إلى الممات! ومن طلب العلم أن تشتري الكتب كلما استجدت، بل إنه لا يكفي طبعة عن طبعة، لأن طالب العلم منهوم لا يشبع، وطالب العلم الذي يكتفي ببعض الكتب عن بعض، ويقول بعضها يجزئ عن بعض، هذا في الحقيقة ليس بطالب علم!!
* مواقف تربوية
مع التلاميذ والعلماء *
* جاء أحد الطلبة ـ مبتدئ في طلب العلم ـ وبدأ يقرأ على الشيخ رحمه الله تعالى، ويلحن لحناً جلياً، وكان الشيخ يعدل له، ويلحن والشيخ يعدل، ويذهب الوقت كله في تعديل القراءة وتصويبها، قال الشيخ له ـ دون أن يغضب ـ: ما اسمك؟ قال: صقر، قال الشيخ: كن صقراً كاسمك! الصقر ما يحتاج من يعلمه!
* فالشيخ ما كان يؤنب أحداً، وأعظم كلمة سمعت منه خلال الدرس في الأعوام كلها: أنه كان مرة في الدرس يشرح - يقرأ عليه الحديث فيشرح - وكان ممن حضر الدرس أحد المتعالمين أو ناقص عقل؛ المهم كان كلما انتهى الشيخ من الشرح علق هذا الحاضر, وزاد التعليق!! فالشيخ ما احتمل هذا فقال: يا هذا الدرس لي وليس لك!
يعني إن كنت تريد أن تدرس فافتح درس ثاني، وهذه أعظم شدة وكلمة سمعوها من الشيخ رحمه الله.
* إذا قرأ عليه القارئ ولحن، لا يعدل أو يصوب، بل يقول: أعد .. أعد، حتى يتنبه التلميذ إلى الخطأ من نفسه، فإن لم يتنبه نبهه، لا سيما وأن الذين يقرأون هم من أصحاب الفضيلة العلماء.
* جاء رجل أعجمي، فأراد أن يقرأ على الشيخ كتاب التوحيد، فأذن له، فكان الشيخ يعلمه كما في الكتاتيب، حرفاً حرفاً، إلى أن انتهى الكتاب! حلم واسع!!
* كان يطلب من الطلاب البحوث، ويقول: من يبحث هذا وندعوا له.
* وكان يواسي طلابه ويعرف المحتاجين منهم. حتى أن أحد الطلاب انقطع، ثم كتب للشيخ رسالة شديدة اللهجة، قرأها عليه الشيخ محمد الموسى، فرد عليه الشيخ وقال: والله ما علمنا بحالك، وإننا نعتذر، واعتذر الشيخ وكأنه هو المخطئ!
* جاء رجل وأهدى للشيخ بخورا فاخرا، فكان عنده رجل وكأنه استشرف لنفسه هذا البخور، فأهداه له الشيخ.
¥