ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:14 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«وَلاَ رَيْبَ أَنَّ مَنِ اجْتَهَدَ فِي طَلَبِ الحَقِّ وَالدِّينِ مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، وَأَخْطأَ فِي بَعْضِذَلِكَ: فَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ خَطَأَهُ، تَحْقِيقاً لِلدُّعَاءِ الَّذِي اسْتَجَابَهُ اللهُ لِنَبِيِّهِ وَلِلمُؤْمِنِينَ؛ حَيْثُ قَالُوا: {رَبَّنا لاَ تُؤاخِذْنَا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطأْنَا}.
وَمَنِ اتَّبَعَ ظَنَّهُ وَهَواهُ، فَأَخَذَ يُشَنِّعُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ خَطَأ ظَنَّهُ صَواباً بَعْدَ اجْتِهَادِهِ، [وَهُوَ] مِنَ البِدَعِ المُخَالِفَةِ لِلسُّنَّة: فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ نَظِيرُ ذَلِكَ -أَوْ أَعْظَمُ أَوْ أَصْغَرُ- فِيمَن يُعَظِّمُهُ هُوَ مِنْ أَصْحَابِه!
فَقَلَّ مَنْ يَسْلَمُ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ فِي المُتأَخِّرِين؛ لِكَثْرَةِ الاشْتِباهِ، وَالاضْطِراب، وَبُعْدِ النَّاسِ عَنْ نُورِ النُّبُوَّةِ وَشَمْسِ الرِّسالَةِ الَّذِي بِهِ يَحْصُلُ الهُدَى وَالصَّوَاب، وَيَزُولُ بِهِ عَنِ القُلُوبِ الشَّكُّ وَالارْتِيَاب
«دَرْءِ التَّعَارُض» (2/ 102 - 103)
< o:p>
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 01 - 10, 05:39 م]ـ
قال الإمام الذهبي حين ترجم لقتادة -رحمه الله-:
وكان يرى القدر - نسأل الله العفو -.
ومع هذا، فما توقف أحد في صدقه، وعدالته، وحفظه،
ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل.
ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه.
نعم، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك.
«سير أعلام النبلاء» (5/ 271)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[04 - 02 - 10, 05:50 ص]ـ
قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله:
وأنَّ الحطَّ من قدر العلماء بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من بعضهم هو من طريقة المبتدعة، ومن مخططات أعداء الآفة للتشكيك في دين الإسلام ولإيقاع العداوة بين المسلمين، ولأجل فصل خلف الأمة عن سلفها، وبثِّ الفرقة بين الشباب والعلماء، كما هو الواقع الآن، فلينتبه لذلك بعض الطلبة المبتدئين الذين يحطُّون من قدر الفقهاء ومن قدر الفقه الإسلامي، ويزهِّدون في دراسته والانتفاع بما فيه من حقٍّ وصواب، فليعتزوا بفقههم وليحترموا علماءهم، ولا ينخدعوا بالدعايات المضللة والمغرضة، واللّه الموفق
كتاب التوحيد للفوزان (1/ 134).
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 06:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتذار للعلماء
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فإن من حَقِّ العالم المسلم المتمسك بأهداب السنة والجماعة أن يُلتمس له العذر إذا بدت منه هفوةٌ في قلم أو لسان , وأن يُستر عليه ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً , وإن رأينا لكلامه محملاً حسناً وتخريجاً صالحاً حملنا كلامه عليه ودفعنا به إليه؛ فإن أعيانا التخريج لكلامه قلنا هي زلة مغمورة في بحر , فغضضنا الطرف عنها , ولم نجعلها ذريعة للتشفي منه أو التشنيع عليه , أو وسيلة لإسقاطه وحرمان الناس من علومه النافعة.
ولقد كان العلماء على هذه الطريقة في التعامل مع الهفوات والزلات , أو ما يُظن أنه زلة وله وجه صالح ومحمل حسن يمكن حمله عليه.
فلم يكن من نهجهم ما نراه اليوم من إبراز الزلة وتفخيمها والتشنيع بها على قائلها والسعي لإسقاطه بها , بل الحكم على قائلها بالبدعة والضلالة من أجلها!
فهي زلة , ليست أصلاً ولا قاعدة عند مَن قالها , ولو نُبِّه عليها لتراجع عنها وتبرأ منها , كما هو دأبُ المنصفين من العلماء.
وهذه نماذج من الخُلُق السامي والأدب الرفيع الذي كان يَتحلَّى به العلماء , ولا يَزال منهم بحمد لله بقية صالحة تترسم هذه الخُطى المباركة.
قال الإمام الحافظ محمد بن يحي الذهلي , حين بلغه وفاة أحمد بن حنبل: ينبغي لكل أهل دار ببغداد أن يقيموا عليه النياحة في دورهم.
¥