تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عشر ذي الحجة]

ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[06 - 11 - 09, 04:57 م]ـ

سبحانه وتعالى هو المتفرد بالخلق والاختيار قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ القصص:68]، ومن رحمته بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فاختار منها أوقاتاً خصها بمزيد الفضل وزيادة الأجر، ليكون ذلك أدعى لشحذ الهمم، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، ومن هذه الأزمنة الفاضلة أيام عشر ذي الحجة التي اختصت بعدد من الفضائل والخصائص.

فقد أقسم الله بها في كتابه تنويهاً بشرفها وعظم شأنها فقال سبحانه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ الفجر:1 - 3] قال عدد من أهل العلم إنها عشر ذي الحجة.

وشهد النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بأنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر}، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: {ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء} [رواه الترمذي وأصله في البخاري]، وفي حديث ابن عمر: {ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد} [رواه أحمد].

وفيها يوم عرفة الذي قال فيه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif كما في حديث عائشة رضي الله عنها: {ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟} [رواه مسلم]، وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه يكفر سنتين. وفيها أيضاً يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر، ثم يوم القرّ} [رواه أبوداود].

وإنما حظيت عشر ذي الحجة بهذه المكانة والمنزلة لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.

وقد تكلم أهل العلم في المفاضلة بينها وبين العشر الأواخر من رمضان، ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ذهب إليه بعض المحققين من أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، وليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة جمعاً بين النصوص الدالة على فضل كل منها، لأن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار الأيام، ففيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية.

وهناك أعمال صالحة تتأكد في هذه العشر جاءت النصوص بالحث عليها، والترغيب فيها من أهمها:

التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والتزام طاعته والبعد عن كل ما يخالف أمره ونهيه بشروط التوبة المعروفة عند أهل العلم، فقد أمر الله بها عباده المؤمنين فقال: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهاَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ النور:31] ولا غنى للمؤمن عنها في جميع الأوقات والأزمان.

ومن أعمال عشر ذي الحجة الحج إلى بيت الله الحرام، فمن المعلوم أن هذه الأيام توافق فريضة الحج، والحج من أعظم أعمال البر كما قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif وقد سُئل أي العمل أفضل، قال: {إيمان بالله ورسوله}، قيل ثم ماذا؟ قال: {الجهاد في سبيل الله}، قيل ثم ماذا؟ قال: {حج مبرور} [متفق عليه]، فينبغي للمسلم إن وجد سعة في ماله، وصحة في جسده أن يبادر بأداء هذه الفريضة العظيمة، لينال الأجر والثواب الجزيل، فهي خير ما يؤدى في هذه الأيام المباركة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير