تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله في هذه الأيام العشر المحافظة على الواجبات وأدائها على الوجه المطلوب شرعاً، وذلك بإحسانها وإتقانها وإتمامها، ومراعاة سننها وآدابها، وهي أولى ما يشتغل به العبد، قبل الاستكثار من النوافل والسنن ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة: {وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ... } [رواه البخاري].

وبعد إتقان الفرائض والمحافظة على الواجبات ينبغي للعبد أن يستكثر من النوافل والمستحبات، ويغتنم شرف الزمان، فيزيد مما كان يعمله في غير العشر، ويعمل ما لم يتيسر له عمله في غيرها، ويحرص على عمارة وقته بطاعة الله تعالى من صلاة وقراءة القرآن ودعاء وصدقة وبر بالوالدين وصلة للأرحام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإحسان إلى الناس وأداء للحقوق وغير ذلك من طرق الخير وأبوابه التي لا تنحصر.

ومن الأعمال التي ورد فيها النص على وجه الخصوص الإكثار من ذكر الله عموما ومن التكبير خصوصاً لقول الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ الحج:28]، وجمهور العلماء على أن المقصود بالآية أيام العشر، وكما في حديث ابن عمر المتقدم {فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد} [رواه أحمد].

ويسن إظهار التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به النساء، إعلاناً بتعظيم الله تعالى، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها في هذه الأيام، وقد ثبت أن ابن عمر و أبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

وأما التكبير الخاص المقيد بأدبار الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ البقرة:203]. ولقوله عليه الصلاة والسلام: {أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله} [رواه مسلم].

ومن الأعمال التي تتأكد في هذه الأيام الصيام، وهو بالإضافة إلى أنه داخل في عموم العمل الصالح إلا أنه قد ورد فيه أدلة على جهة الخصوص فعن حفصة رضي الله عنها قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة) [رواه أبو داود وغيره]، والمقصود صيام التسع، لأنه قد نُهِي عن صيام يوم العيد، قال الإمام النووي عن عشر ذي الحجة: (صيامها مستحب استحباباً شديداً)، وآكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد ثبت عن أبي قتادة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: {يكفّر السنة الماضية والباقية} [رواه مسلم].

ومن الأعمال أيضاً الأضحية وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها وقد حافظ عليها النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif - ولاحقاً إن شاء الله سنفرد لها موضوعاً خاصاً.

فهذه أهم الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ويبقى باب العمل الصالح أوسع مما ذُكِر، فأبواب الخير كثيرة لا تنحصر، ومفهوم العمل الصالح واسع شامل ينتظم كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فينبغي لمن وفقه الله، أن يعرف لهذه الأيام فضلها، ويقدر لها قدرها، فيحرص على الاجتهاد فيها، ويحاول أن يتقلل فيها ما أمكن من أشغال الدنيا وصوارفها، فإنما هي ساعات ولحظات ما أسرع انقضاءها وتصرمها، والسعيد من وفق فيها لصالح القول والعمل.

ـ[بن موسى]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:26 م]ـ

للتذكير

ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 12:48 ص]ـ

جزاك الله خير ,

لنحيي سنة التكبير يا أخوة

وفقتم لاغتنام هذه المواسم العظيمة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير