و مما يُحزن القلب، العلم بلا عمل، و لا توبة و لا ندم، سبحان الله!!! ألا تخشين أن يكون التزامك هذا، هو نفسُه ما يسمونه بالالتزام الأجوف!!!
يجب علينا أخواتي أن لا نسكت عن الحق، و لا نكف عن النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف. و كما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:" اِلق كلمتك
وامضِ".من باب النصح وإبراء الذمة أمام الله عز وجل.
و يجب علينا جميعا معاهدةَ ألسنتنا بالتنقية و التطهير، فكما جاهدتِ أخيتي في إصلاح حجابك و ظاهرك أعمالك، فجاهدي باطنك و أصلحي فعالَ قلبك الذي به
توزن كل أعمالك، فلا نتكلم إلا بما يفيد و ينفع (قل خيرا أو اصمت)، و لْنجاهد أنفسنا على ذلك حتى تتعود الخير فيكون محبوبا لها، و تنفر من الشر
فيكون مُبَغَّضا عندها.
قال ابن عباس مخاطبا لسانه: " يا لسان! قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم ".و قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق و المغرب ". متفق عليه.
الغيبة كما نعلم: ذكرك أختك من وراءها بما تكرهه -و إن كان فيها-. (و انتبهن هنا) سواء تعلق ذلك بدينه أو بدنه أو دنياه أو كل ما يمت إليه بصلة
كالزوجة و الولد و نحوها، سواء كان ذلك باللفظ أو كتابة أو رمز أو إشارة، فالمسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عِرضُه.
كفارة الغيبة:
ليس للغيبة كفارة إلا التوبة النصوح، و لا تصح إلا بأربعة شروط
:
1ـ الإقلاع عنها في الحال
2ـ الندم على ما مضى
3ـ العزم على أن لا تعود
4ـ استسماح من اغتبته إن علمتَه مسامحَك.
و مما عُرف عند بعض أخواتنا اللعن و السب:
إما لشخص معين كأبنائها و إما بسبب أمر قد أغضبها، و هذه من الأمور التي تدل على السفه و سرعة الغضب، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: "ليس
المؤمن بالطعان، و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيء
".
فلنتق الله يا أخية، ولنحرص على طهارة ألسنتنا؛ فالمرأة المسلمة عفيفة المنطق و الكلام، فقد رباها الإسلام على الحياء و الصيانة و حسن الخلق و محامد
الخصال.
السخرية والاستهزاء بمن لا تلبس الحجاب أو ترتكب معصية من المعاصي:
وهذا أيضا مما عُرف عند بعض أخواتنا المنتقبات، قد تناسين أننا بشر نصيب و نخطئ و (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) فهل يليق بك يا أخية، أن
تستهزئي بالآخرين!!!!!؟
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا
تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".
و السخرية هي الاستهانة و التحقير، و التنبيه على العيوب النقائص و قد يكون بالقول أو بالمحاكاة في الفعل و القول أو بالإشارة و الإيماء. و هل ترضاه
الأخت العفيفة لنفسها فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير " رواه بهذه الزيادة الترمذي.
أرأيت أخية، إن جعلت نفسك مكانها، أليس ممكنا أن يكون فعلُك فِعلَها؟ اللهم لا تبتلينا في ديننا ..... و قد صدق القائل: " و رأيت المرءَ يحكُم في نازلةٍ تحُلّ
بغيره، فيقضي فيها بعينِها -إن هي نزلت به- بغير الذي كان حَكَم به؛ فإن كان سراءَ لاَنَ لنفسه و ما عدل، و إن كان ضراء تَرَخَّص لها و أَوجَدَ البدل".
و في الختام أقول، بالله علي و عليك أخية، ما الذي قدمت - لا أقول نُصحا فحسب فهذا واجب شرعي- مدا ليد المساعدة لتلكم الأخت التي اغتيبت يوما،
لمعصية ابتُليت بها، و ما الذي قدمت أخية لتِلكُم الأخت التي تبرجت عبثا و خطأ إما شبهةً أو شهوةً، هنا يكون المِحك و هنا ينكشف الغبار، و قد قال الشاعر:
إن أخاك الصدق إن كان معك ****** و من يضر نفسَه لينفعك
و من إذا ريب الزمان صدعك ***** شتَّتَ فيك شملَه ليجمَعَكهذا هو الصدق في المحبة التي لا تكون إلا لله، أُنصت لأختي و أَستبينَ هَمَّها فأهتم لهمها و أهتم بها، و أُقَوِّمَ الخطأ و إن اتصل بها، و أغفرَ الزلل و أغض
عنه الطرف و أُصلِحُه إن ألمَّ بها، رحمة بها و سبيلا لدعوتها، فإنما تحتاجك أختُك أخية، ا عند المصيبة تحُلُّ بها، و باغية الخير لا يضرّها متى الوصول،
بقدر ما يهمها كيفية الوصول و إيقانُه، و لا معين على مثل هذا السلوك إلا رب العالمين ملك الملوك.
نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا و إياكم من الذين يحبونه و رسولَه حق المحبة، و أن يرزقنا شفاعته، و أن يرزقنا لقاءَه في جنة الفردوس، و أن
يرزقنا الأخذ بسنته صغيرِها و كبيرِها، و نسأله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا و عليكن بإتباع طريقة رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهراً وباطنا.
ـأختكم المقصرة أم بلال بنت محمد غفر الله لها.
منقول من هذا الرابط:
http://www.manzila.org/forum/index.php?showtopic=3986&st=0&gopid=27351entry27351
¥