(14) وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه، وأسلوب التحدي يمنع التسليم، ولو وُجِدَت القناعة العقلية. < o:p>
(15) الحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء. < o:p>
(16) كسب القلوب مقدم على كسب المواقف.< o:p>
(17) هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد، وطغى وظلم وعادى الحق، وكابر مكابرة بيِّنة، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة:
(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت: 46].
(لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم) [النساء: 148]
ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه، وتسفيه رأيه؛ لأنه يمثل الباطل، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً.< o:p>
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في نونيته:< o:p>
واصدعْ بما قال الرسولُ ولا تخفْ ... من قِلَّةِ الأنصارِ والأعوانِ< o:p>
فاللهُ ناصِرُ جنده وكتابه ... واللهُ كافٍ عبده بأمانِ< o:p>
(18) التأكد على الاحترام المتبادل من الأطراف، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بمنزلته ومقامه، فيخاطب بالعبارات اللائقة، والألقاب المستحقة، والأساليب المهذبة.
* تبادل الاحترام يقود إلى قبول الحق، والبعد عن الهوى، والانتصار للنفس. أما انتقاص الرجال وتجهيلها فأمر مَعيب مُحرّم.
(19) فحص النفس عند الحوار مطلوب، ويكون بهذه الأسئلة:
* هل ثمَّت مصلحة ظاهرة تُرجى من هذا الحوار وهذه المشاركة.؟
* هل يقصد تحقيق الشهوة أو اشباع الشهوة في الحوار والمشاركة.؟
* وهل يتوخَّى أن يتمخض هذا الحوار والجدل عن نزاع وفتنة، وفتح أبواب من هذه الألوان حقهَّا أن تسدّ.؟ < o:p>
* هل القصد من الحوار احتقار الآخرين والعلو عليهم؟ < o:p>
إلى غير ذلك من الأسئلة الدقيقة لفحص النفس ومقصودها، والإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره.
(20) من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت، ولا يحبه إلا أنت، ولا يدافع عنه إلا أنت، ولا يتبناه إلا أنت، ولا يخلص له إلا أنت.< o:p>
أسأل الله تعالى أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح.
< o:p>
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 11 - 09, 09:43 م]ـ
ليهنك العلم شيخنا ضيدان ..
سلمت يمينك أيها الغالي .. وجزاك ربي خير الجزاء ونفع بك وبارك فيك ..
قلت سلّمك ربي من كل سوء ومكروه:
[ ... ما دام أنه في دائرة الخلاف السائغ .. ] .. قيد مهم بارك الله فيك ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 05:51 م]ـ
أسعدك الله يا أبا راكان الوضاح .. جزاك الله خيراً
ـ[طالبة أصولية]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:43 ص]ـ
جزيت خيرا على هذه الفوائد وكم يحتاجها طلبة العلم قبل غيرهم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً , كلمات تحفر في القلب
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي اسلام ونفع بك.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:23 م]ـ
لا تترك الملتقى من أجل حوار دار بينك وبين أخيك، ولا يضيق صدرك:
تكتب بماء الذهب، لاهميتها.
يبارك الله فيك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:38 م]ـ
أخي أبو يعقوب العراقي ـ حفظه الله ـ:
أسأل الله لك العلم النافع والعمل الصالح ..
كما أسأله سبحانه أن يحقق مناك بقبولك بالجامعة الإسلامية.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:15 م]ـ
الأخ الحبيب / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
ما شاء الله، تبارك الله.
< link rel="File-List" href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5C6464%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cm sohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml"> مواضيعكَ غُرَر، وكتاباتك دُرَر.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:42 م]ـ
¥