تذكير يصبّر المؤمن
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[27 - 10 - 07, 05:26 م]ـ
تذكير يصبّر المؤمن
علي الصياح
دلَّ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أنّ العبد في سفره ومسيره إلى الله يبتلى بمرضين: مرض في الأبدان، ومرض في القلوب.
(1)
فأمّا مرض الأبدان فهو ما يصيب بدن المسلم من أوجاع وألام وأسقام قال تعالى (وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا، وقد ذكر مرض البدن في القرآن في الوضوء وصلاة والصوم والحج والجهاد وغير ذلك، وهذا المرض مشترك بين المسلم والكافر، لا يكاد يسلم منه أحدٌ، قال تعالى إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ.
ولكنّ المسلم إذا ابتلي بمرض البدن فصبر واحتسب ولم يجزع ولم يسخط كان هذا المرض رحمة وتكفيراً للذنوب، ورفعاً للدرجات
كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة
1 - عن أبي هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه. صحيح البخاري ج5/ص2138
2 - عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها. صحيح البخاري ج5/ص2137
3 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم
4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء. صحيح البخاري ج5/ص2138
5 - عن عبد الله رضي الله عنه أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا وقلت إنك لتوعك وعكا شديدا قلت إن ذاك بأن لك أجرين قال أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر صحيح البخاري ج5/ص2138 ومسلم.
6 - عن الأسود قال دخل شباب من قريش على عائشة وهى بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة صحيح مسلم ج4/ص1991
7 - عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة. صحيح مسلم ج4/ص1991
8 - عن أبي هريرة قال لما نزلت من يعمل سوءا يجز به بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها. صحيح مسلم ج4/ص1993
9 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبى الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد. صحيح مسلم ج4/ص1993
10 - عطاء بن أبي رباح قال قال لي بن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك قالت أصبر قالت فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها. صحيح مسلم ج4/ص1994
11 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
وفي ضمن مرض البدان دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء- ومن أهمها ما يلي:
¥