["هل تأخذها انها لك؟ "]
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:27 م]ـ
كنت واقفا على البحر ذات يوم و التقكير والارق يملأ عقلي .... كنت فى غاية الضيق والحزن، وضعي في العمل لم يكن على حال حسن، وهناك الكثير من الضغوطات علي والالتزامات كانت تحيطني من كل صوب.
بعد عدة دقائق رأيت طفلة بريئة تبتسم لي وتتوجه نحوي و قالت لي: "ما أجمل هذه اللعبة حركتها جميلة. اندهشت من حديثها لأن اللعبة لم تكن تتحرك بل بل حتى انها جزء من لعبة بالية، ولكنى أردت ان اتخلص من الطفلة فقلت لها: "فعلاً، جميلة للغاية حركتها ".
فقالت الطفلة لي: "هل تأخذها انها لك؟ ". تعجبت و لكنى أحسست إننى في موقف حرج لو رفضتها ستحزن الطفلة مني كثيرا، فمددت يدى و قلت: "يالها من لعبة جميلة ً، شكراً لك ". انتظرت أن تعطيني اللعبة و لكن يدهها بقيت معلقة في الهواء الطلق
و هنا فهمت ما لم انتبه له بسبب أنانيتي وانشغالي فى همومي .... فالطفلة كانت ضريرةً!! أخذت اللعبة من يدهها بكل فرح، ثم وضعت يدي على راسها بحنية و شكرتها بحرارة و وجهتها الى طريق عائلتها الذين غافلتهم متجهة الى وجهة لا تعرفها وربنا وضعها في طريقي ..
هناك امور كثيرة من أمور حياتنا تدفعنا للتذمر والاستياء فهيا بنا نتأملها فى صورة مختلفة تدفعنا لشكر الله ..... فهيا بنا نشكر لأجل:
+ الضوضاء، لأن هذا يعنى إننا نسمع.
+ زحمة المرور، لأن هذا يعنى إننا نستطيع أن نتحرك و نخرج من بيتنا.
+ النافذة المحتاجة للتنظيف و الأواني التي فى الحوض، لأن هذا يعنى إننا نسكن فى بيت، بينما الملايين في العالم مشردون.
+ البيت غير النظيف بعد زيارة الضيوف، لأن هذا يعنى إن لدينا أصدقاء يحبوننا.
+ الضرائب، لأن هذا يعنى إننى نعمل و نكسب.
+ التعب الذى نشعر به فى نهاية اليوم، لأن هذا يعنى إن ربنا أعطانا الصحة لأتمام واجباتنا.
+ المنبه الذى يوقظنا فى الصباح من أحلى نوم، لأن هذا يعنى إننى مازلنا على قيد الحياة، ولنا فرصة جديدة للتوبة و العودة إلى الله
الحمد لله رب العالمين .................