تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكما أن أذى الناس من الأسباب المانعة لمغفرة الذنوب، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب: 58].

وعن أبي هريرة (أن النبي (قال: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَـ?ذَا، وَقَذَفَ هَـ?ذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَـ?ذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَـ?ذَا، وَضَرَبَ هَـ?ذَا. فَيُعْطَى? هَـ?ذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَـ?ذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ. فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَى? مَا عَلَيْهِ. أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ. ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ». رواه مسلم (21)

فالإحسان إلى الناس، والتخفيف عنهم، وتفريج كربهم، وقضاء حوائجهم، وكف الأذى عنهم، سبب لمغفرة الله للعبد.

سادساً: المصائب والبلاء الذي يصيب المسلم في الحياة الدنيا.

قال تعالى: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران 139ـ 142]

وقال تعالى: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 110]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (: «ما من مصيبة تصيبُ المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكةَ يشاكها». رواه البخاري ومسلم (22)

وعن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة (عن النبي (قال: «ما يُصيبُ المسلمَ من نَصبٍ ولا وَصَبٍ ولا همّ ولاَحَزَن ولا أذى ولا غَمّ ـ حتى الشَّوكةِ يُشاكها ـ إلا كفَّرَ اللهُ بها من خَطاياه» .. رواه البخاري (23)

وعن أبي هريرة (قال: قال رسول (: «ما يَزَالُ الْبَلاَءِ بالمُؤمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى الله وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ». رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح (24)

سابعاً: دعاء الله عز وجل.

فإن دعاء الله عز وجل سبب عظيم لمغفرة الذنوب والتجاوز عن العيوب والسيئات. قال تعالى: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ [آل عمران: 193ـ195]

وعن أبي بكر (قال: قلت: يا رسول (علمني دعاء أدعوا به في صلاتي. قال: «قل: اللّهمَّ إِني ظَلمتُ نفسي ظلماً كثيراً، ولا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلاّ أنتَ، فاغفِرْ لي مَغفِرةً من عِندكَ، وارحمني إِنك أَنتَ الغفور الرَّحيم». رواه البخاري ومسلم (25)

فعلى العبد أن يكثر من دعاء الله عز وجل أن يغفر له ذنوبه ويتجاوز عن عيوبه، لا سيما في أوقات الإجابة، كجوف الليل الآخر، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وبين الأذان والإقامة، وغير ذلك.

وقال تعالى: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد: 21].

فيا أيها المسلم عليك بالسعي بتحصيل أسباب المغفرة وخاصة في الأزمنة الفاضلة، والأماكن المعظمة، قبل أن ينزل بك الأجل. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الهوامش:

(1) انظر للفائدة كلاماً للإمام ابن تيمية في مكفرات الذنوب حيث عدها عشرًا، وللشيخ عبدالله بن عقيل نحو ذلك.

(2) البخاري (6164) ومسلم (6909) واللفظ له، من حديث أنس.

(3) البخاري (6162)

(4) مسلم (6809)

(5) مسلم (1285)

(6) البخاري (5620) ومسلم (220)

(7) انظر مجموعة التوحيد 1/ 51.

(8) مسلم (2687)

(9) الترمذي (2708) وابن حبان (224) والحاكم (9)

(10) جامع العلوم والحكم 1/ 398

(11) إغاثة اللهفان 1/ 63

(12) مسلم (1880)

(13) البخاري (38) مسلم (1731) من حديث أبي هريرة

(14) البخاري (37) مسلم (1729)

(15) البخاري (1802)

(16) مسلم (2700)

(17) مسلم (505)

(18) البخاري (2609) مسلم (2770)

(19) البخاري (2423) مسلم (5811)

(20) البخاري (2350)

(21) مسلم (6531)

(22) البخاري (5513) مسلم (6517)

(23) البخاري (5514)

(24) الترمذي (2441)

(25) البخاري (825) مسلم (6819)

http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp...sItemID=240306

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير