تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البروفيسور: يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها

لتتعرف و تلاحظ العالم من حولك، أليس كذلك؟

البروفيسور: هل رأيت الله

الطالب المسلم: لا يا سيدي لم أره أبداً

البروفيسور: إذًا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلاهك؟

الطالب المسلم: لا يا سيدي، لم يحدث

البروفيسور: هل سبق وشعرت بإلاهك؟ تذوقت إلهك؟ أو شممت إلهك فعلياً؟ هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أي نوع؟

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور: أجبني من فضلك

الطالب المسلم: لا يا سيدي، يؤسفني أنه لا يوجد لدي

البروفيسور: يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟

الطالب المسلم: لا يا سيدي

البروفيسور: ولا زلت تؤمن به؟

الطالب المسلم: نعم

البروفيسور: هذا يحتاج لإخلاص!

البروفيسور يبتسم بحكمة للطالب المسلم

البروفيسور: طبقاً لقانون التجريب والإختبار وبروتوكول

علم ما يمكن إثباته يمكننا أن نقول بأن إلهك غير موجود، ماذا تقول في ذلك يا بني؟

البروفيسور: أين إلاهك الآن؟

الطالب المسلم: لا إجابة

البروفيسور: إجلس من فضلك

يجلس الطالب المسلم مهزومًا

مسلم أخر يرفع يده: بروفيسور، هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟

البروفيسور يستدير و يبتسم

البروفيسور: أه مسلم أخر في الطليعة! هيا هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة المناسبة في هذا الاجتماع

يلقي المسلم نظرة حول الغرفة

الطالب المسلم: لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي،

والآن لدي سؤال لك

الطالب المسلم: هل هناك شيء إسمه الحرارة؟

البروفيسور: هناك حرارة

الطالب المسلم: هل هناك شيء إسمه البرودة؟

البروفيسور: نعم يا بني يوجد برودة أيضاً

الطالب المسلم: لا يا سيدي لا يوجد

إبتسامة البروفيسور تجمدت، وفجأة الغرفة أصبحت باردة جدا

الطالب المسلم: يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة،

حرارة عظيمة، حرارة ضخمة، حرارة لدرجة إنصهار المعادن، حرارة بسيطة، أو لا حرارة على الإطلاق،

ولكن ليس لدينا شيء يدعى البرودة فيمكن أن نصل حتى 458 درجة تحت الصفر، وهي ليست ساخنة، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك، لا يوجد شيء إسمه البرودة، وإلا لتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر،

يا سيدي البرودة هي فقط كلمة نستعملها لوصف حالة غياب الحرارة، فنحن لا نستطيع قياس البرودة، أما الحرارة يمكننا قياسها بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة،

البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي، إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة

سكوت في الفصل، دبوس يسقط في مكان ما

الطالب المسلم: هل يوجد شيء إسمه الظلام يا بروفيسور؟

البروفيسور: نعم

الطالب المسلم:أنت مخطئ مرة أخرى يا سيدي، الظلام ليس شيئا محسوساً، إنها حالة غياب شيء أخر، يمكنك الحصول على ضوء منخفض، ضوء عادي، ضوء مضيء، بريق الضوء،

ولكن إذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء، وهذا يدعى الظلام، أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة، في الواقع، الظلام غير ذلك، و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر وأن تعطيني برطمان منه، هل تستطيع أن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟

البروفيسور يبتسم لوقاحة الشاب أمامه

البروفيسور: هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً

البروفيسور: هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك يا فتى؟

الطالب المسلم: نعم يا بروفيسور، نقطتي هي، إن افتراضك الفلسفي فاسد

كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ

تسمّر البروفيسور

البروفيسور: فاسد؟ كيف تتجرأ؟!

الطالب المسلم: سيدي، هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟

الفصل كله أذان صاغية

البروفيسور: تشرح ... أه أشرح

البروفيسور يبذل مجهودا جبارًا لكي يستمر تحكمه و يلوّح بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب

الطالب المسلم: أنت تعمل على إفتراض المنطقية الثنائية

الطالب المسلم: ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات، إله خيّر وإله سيئ،

أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس، شيء يمكننا قياسه،

سيدي إن العلم نفسه لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء والمغناطيسية فهي لم تُر أبداً، رغم ذلك فهم يفهمونها تمامًا،

إن رؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس، الموت ليس العكس من الحياة، بل هو غيابها فحسب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير