وإذا وصل إلى منزله وجد الجموع الغفيرة من الأجناس المتعددة ومن ذوي الحاجات المتنوعة بانتظاره؛ فهم ما بين مستفت ومُسَلِّمٍ، ومطلِّق، وطالب حاجة، وفقير، ومسؤول، وزائر من قريب أو بعيد.
وبعد أن يصل إليهم يلقي السلام عليهم، ويدعوهم إلى تناول طعام الغداء على مائدته، ثم يقوم الحاضرون إلى الغداء، ويجلس سماحته بينهم يتناول طعام الغداء، ويباسطهم، ويسأل عن أحوالهم، ويجيب عن أسئلتهم، وإذا انتهى من الغداء تأنى قليلاً؛ كيلا يعجلهم، وإذا قام قال: كلٌّ براحته، لا تعجلوا.
وإذا قام لغسل يديه بدأت الأسئلة، تلقى عليه وهو في الطريق إلى المغسلة، ومن بعدها يعود إلى المجلس.
وإذا كان الوقت متأخراً ووقت صلاة العصر قد اقترب توضأ، وتابع المؤذن، ثم توجه إلى المسجد.
وإذا كان في الوقت متسع رجع إلى المجلس، وتناول الشاي مع الضيوف، وتطيب معهم، ثم توجه إلى داخل المنزل قليلاً، ثم يخرج وقت أذان العصر.
وبعد ذلك يتوجه إلى المسجد ويؤدي الصلاة، وبعد ذلك يقرأ الإمام ما تيسر من كتاب رياض الصالحين للنووي، أو الوابل الصيب لابن القيم، أو كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب، أو غيرها من الكتب، ثم يشرع سماحته بشرح ما قرئ، ثم توجه إليه الأسئلة، فيجيب عليها، ثم يرجع إلى منزله؛ لأخذ بعض الراحة، وفي الطريق إلى المنزل يجيب على ما تيسر من أسئلة الجموع الغفيرة المحيطة به.
وقبل المغرب يتوضأ سماحته، ويذهب لصلاة المغرب، وبعد الصلاة يأتي للمنزل، ويؤدي السنة الراتبة، ثم يجلس للناس جلسته المعتادة إذا لم يكن لديه محاضرة، أو تعليق على ندوة.
وفي مجلسه المعتاد يؤدي من الأعمال العظيمة ما قد لا يخطر على بال كما سيأتي بيان ذلك في صفة مجلسه.
وإذا أُذِّن بصلاة العشاء تابع المؤذن ثم قام للصلاة، وترك جميع الأعمال، وإذا دخل المسجد، وأدى تحية المسجد بدأ الإمام يقرأ بعض الأحاديث، ثم يشرع سماحة الشيخ في شرحها، وإيضاحها، ثم تنهال عليه الأسئلة بعد ذلك، فيجيب على ما تيسر منها.
وبعد صلاة العشاء يعود إلى منزله إذا لم يكن لديه موعد خارج المنزل أو محاضرة، أو إجابة دعوة خاصة، أو وليمة زواج، أو زيارة مريض، أو نحو ذلك.
وإذا رجع للمنزل جلس لقراءة بعض المعاملات عليه، أو راجع بعض الكتب، وربما كان لديه اجتماع أو أكثر داخل المنزل، وربما كان لديه ضيوف، وربما كان لديه موعد تسجيل إذاعي، أو محاضرة يلقيها عبر الهاتف لأناس خارج المملكة.
وبعد ذلك يتناول طعام العشاء مع ضيوفه، وموظفي مكتب المنزل، ومن حضر عموماً.
وبعد تناول العشاء؛ يعود لإكمال ما شرع فيه من عمل قبل العشاء، أو يكمل الجلوس مع ضيوفه، أو يجلس لقراءة بعض الكتب، أو إنهاء بعض المعاملات حتى ساعة متأخرة؛ إما الحادية عشرة أو الثانية عشرة، ثم ينصرف بعد ذلك إلى داخل منزله، ويمشي على قدميه مدة نصف ساعة تقريباً، ثم يأوي إلى فراشه.
وهكذا كان يقضي سحابة يومه في عمل وهمة ونشاط وأنسٍ يسري منه إلى من حوله.
المصدر: موقع الشيخ بن باز ( http://www.binbaz.org.sa/mat/21220)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 07:48 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 07 - 09, 08:44 ص]ـ
نظام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله السنوي
لما كان سماحة الشيخ في الدلم إبان عمله هناك في القضاء - كان يأتي للرياض، وكانت الدلم مقر إقامته.
إلى أن استقر في الرياض عام 1371هـ 1381هـ.
ولما كان في الجامعة الإسلامية في عام 1381هـ إلى 1395هـ كان يقيم في المدينة، ويتردد كثيراً على الرياض وكان يستأنف الدروس والمحاضرات فور وصوله الرياض.
كما كان - أيضاً - يتردد على الرياض للتدريس في المعهد العالي للقضاء.
وإليك هذا الكتاب الذي يؤكد أنه كان يأتي للرياض للغرض المذكور، بناء على أمر سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الفضيلة نائب المفتي لشؤون الكليات والمعاهد العلمية وفقه الله آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سلمكم الله بناء على أمر سماحة رئيس الكليات والمعاهد البرقي بتعميدي بالتوجه إلى الرياض للقيام بالتدريس في المعهد العالي للقضاء توجهت إلى الرياض في 3/ 9/1386هـ، واستأجرنا سيارة ابتداء من 4/ 9 المذكور إلى 1/ 11/1386هـ بأجرة يومية قدرها أربعون ريالاً.
وجميع الأيام المشار إليها 57 يوماً.
فأرجو من فضيلتكم تعميد الجهة المختصة بصرفها بيد صاحب السيارة فهد بن حمدان، أثابكم الله وتولاكم والسلام
نائب رئيس الجامعة الإسلامية
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
7/ 11/1386هـ
وبعد أن انتقل إلى رئاسة الإفتاء والدعوة والإرشاد في نهاية عام 1395هـ استقر في الرياض، وصار يقضي أشهر الصيف الأربعة في الطائف؛ حيث تنتقل أعمال الرئاسة إلى هناك، ثم يعود بعد ذلك إلى الرياض.
وكان يمضي خمسة عشر يوماً إلى عشرين يوماً في مكة المكرمة في شهر رجب أو شعبان؛ حيث تنعقد مجالس الرابطة أو غيرها في ذلك الوقت.
وفي اليوم الثامن عشر أو التاسع عشر من شهر رمضان يتوجه إلى مكة المكرمة، ويمكث فيها إلى الثامن والعشرين من رمضان ثم يعود إلى الرياض.
وفي الخامس والعشرين من ذي القعدة يتوجه إلى مكة ويستمر فيها إلى نهاية شهر ذي الحجة تقريباً، حيث يؤدي فريضة الحج، وينجز كثيراً من الأعمال هناك، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية.
ومما كان يقوم به هناك أنه كان ينظر في حاجات الفقراء والمساكين، والمحتاجين المقيمين في مكة.
كما كان رحمه الله يلقي الدروس في مسجده، وذلك بعد العصر، وقبل العشاء، وبعد صلاة الفجر أحياناً.
كما كان يلقي المحاضرات في دار الحديث الخيرية، وفي نادي مكة الأدبي، ويلقي في جدة بجامع الملك سعود، أو جامع الأمير متعب.
كما كان يلتقي أهل العلم والدعاة هناك، ويجيب على إشكالاتهم وأسئلتهم، ويحثهم على بذل المزيد من الجهود.
أما بقية أيام السنة فيكون في الرياض؛ فهذا نظامه السنوي، منذ أن عاد إلى الرياض من المدينة.
المصدر: موقع الشيخ بن باز رحمه الله الرسمي ( http://www.binbaz.org.sa/mat/21219)
¥