تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لدراسة الفقه: متن حديثي فقهي أم متن فقهي؟ أرجو الإفادة]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 10 - 07, 02:29 م]ـ

السلام عليكم

لدراسة الفقه

هل يدرس الطالب متنا حديثيا فقهيا كعمدة الأحكام؟

أم يدرس متنا فقهيا كدليل الطالب مثلا؟

أم يبدأ بمتن حديثي فقهي ثم ينتقل لمتن فقهي؟

أم غير ذلك؟

ولماذا هو أفضل أو لماذا يُبدأ به قبل الآخر؟

أرجو الإفادة في هذه المسألة وجزاكم الله خيرا

ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:27 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

الأمر واسع ولله الحمد, ودائمًا ينصح أهل العلم بعدم التعصب لمنهج معين, أو إلزام الطلبة بتسلسل معين, بل الأفضل أن يلتزم أهل البلد بما يدرس عندهم من مشايخهم الثقات, وذلك حتى لا يضيع تراث الأمة, أما الأفضلية فيكون بحسب حال السائل ..

**نعيد الإجابة هنا بشيء من التفصيل, وسأنقل لك رأي الشيخين محمد بن محمد المختار الشنقيطي والشيخ راشد الزهراني- حفظهما الله تعالى-:

السؤال: هل هناك نظم في الفقه تنصحون به؟

الجواب:

حفظ المتون في خير، ومن حفظ المتون حاز الفنون، لكن لا أرى أن يزاحم الطالب ذاكرته في بداية الطلب بحفظ المتون في الفقه، بل يبدأ بحفظ القرآن، ثم أحاديث الأحكام، بحفظ عمدة الأحكام، ثم بلوغ المرام، ثم له بعد ذلك أن يحفظ ما شاء من المتون الفقهية.

ومن ابتدأ بفقهه بحفظ نصوص الكتاب والسنة بارك الله له في فقهه، ولقي الله عز وجل بدليل وحجة، وهذا شيء مجرّب، كم من طلاب علم يحفظون نصوص العلماء وخلافهم وأقوالهم في المذهب وغيره، ويحسنون الصدر والورد، وإذا أقمته أمام الدليل لا يحسن فهمه ولا الاستنباط منه، وهذا -لاشك- إغراق في حفظ المتون الفقهية دون وعي وفهم لأصولها. والفقه في الحقيقة يقوم على الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)

فمن وفقه الله لمعرفة النصوص النازلة كتاباً وسنة واجتهاداً صحيحاً مبنياً على نظر صحيح، وأحسنَ فهمها وفهم قواعدها، وأصول الشرع التي بنيت عليه الأحكام، لا شك أنه قد أصاب الفقه.

أجاب عنه الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله.


الإجابة الثانية: من ملخص من سلسلة كيف تكون طالب علم للشيخ راشد الزهراني حفظه الله:

إذا أردت طريقة مناسبة لتعلم علم الفقه فأمتع وأنجح طريقة أن تتعلم الفقه على كتب الفقهاء وذلك بأن تتخذ مذهبا معينا وتبدأ تتدرج في سلم التعليم في هذا المذهب.
لماذا تحديد المذاهب الأربعة؟
السبب أن بقية المذاهب إما أنها اندرست أو أنها لم تخدم خدمة تعين طالب العلم على أن يستمر في العلم في هذا المذهب.
أما المذاهب الأربعة فإنها قد خُدمت واعتني بها عناية فائقة وبإمكان الطالب أن يجد فيها أنواع الكتب.

طريقة أخرى كان يأمر بها يحث عليها الإمام الشوكاني -رحمه الله-:
وهو أنه كان يحث الطلاب على أن يتفقهوا من كتب الحديث، وأخذ بهذا الرأي بعده جماعة وينهون الناس عن قراءة كتب الفقهاء يقولون أنها لا تربي على الدليل وتحث على التعصب والتقليد والجمود ونحو ذلك.
ولكن لاشك أنه من يطالب بالتفقه عبر كتب الحديث مباشرة أنه لم يصب لأن:
طريقة العلماء والفقهاء الذين سبقوا الناس في العلم كانوا يتفقهون عن طريق كتب الفقهاء.
الإمام الشوكاني -رحمه الله- كان له سبب يجعله ينهى عن التفقه في كتب الفقهاء ويطالب بالتفقه في كتب الحديث وهو أن الناس في القرن 13 هـ وتحديدا في اليمن مقر الإمام -رحمه الله- قد أخذ الناس بالتعصب والتقليد وجمد الفقه فأراد -رحمه الله أن يزيح هذا الغبار والركام وأن يحرك عقول الناس وأذهانهم ويأمرهم أن يأخذوا بكلام الله وبكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يقدموا شيئا على قولهما.

ولكن الطريقة الأسلم والأنفع أن يكون الفقه عن طريق كتب الفقهاء، لأن كتب الفقه تربي في طالب العلم وتعطيه أمران:
1 - تعطي الطالب لغة الفقه، ولهذا ألف أحد الأئمة -رحمهم الله- كتابا اسمه "المُطْلِع على أبواب المُقْنِع" وهي غريب كتب الفقهاء.
2 - تعطيك ملكة الاستنباط.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير