فكم من منصوح رد نصيحة، لقبح عبارتها، أو لطيش صاحبها، أو لخفة وزنها من الحلم و العلم.
بل عليه أن يلين في دعوته، لأن الإنسان إذا كانت له حاجة، داهن و تلطف لقضائها، لأن ذلك أبلغ لقضاء حاجته.
فكيف يكون حال من كان صادقا مع الله، وكانت حاجته هي إرضاء الحق سبحانه؟!!
لا شك أنّ كل شيء يهون عليه، ولو كان ذلك على حساب نفسه أو أعز شيء لديه، من أجل أن يظهر الحق و تطلع شمسه، ويصبح الناس من أهله وأتباعه (أي أتباع الحق).
وعلى الناصح أن لا يستعجل القبول من الناس، فقد يظهر الحق حينها (أثناء نصيحته)، وقد يظهر بعد حين، وقد لا يظهر إلا بعد موته، ولنا في دعوة شيح الإسلام ابن تيمية رحمه الله أعظم بيان.
وأخيرا:
أقول أن الحق مهما كان ومع من كان ينبغي بيانه و اتباعه ,ولكن لا ينبغي أن يكون الناصح هو من يصد الناس عن الحق الذي معه من حيث لا يدري.
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فعلى الناصح الكيس الفطن، أن يزن الأمور و يضعها في نصابها، لا أن يدعوا الناس بطيش وحمق فيجني ما لا يحمد عقباه.
فبعد أن كان ناصرا للحق داع إليه، أصبح قاهرا للحق صادا عنه.
كما جاء في الأثر أن أحد من السلف دخل على أمير المؤمنين هارون الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين إني موعظك و مشدّد عليك. فغضب هارون الرشيد رحمه الله و قال: ما أنت بأعلم من موسى وما أنا بأطغى من فرعون.
صدق هارون والله،فما هو (أي الواعظ) بأعلم من موسى، وما هارون الرشيد بأطغى من فرعون.
و فرعون عليه لعنة الله، رغم طغيانه و تجبره، قال الله تعالى لموسى و هارون عليهما السلام: >.
هكذا كانت دعوة كليم الله موسى عليه السلام لعدو الله فرعون، >.
اللهم اجعلنا من الذين يسمعون الحق فيتبعونه، اللهم اهدنا، واهدي بنا، واجعلنا سببا لمن اهتدى، واجعلنا من الهداة المهدين.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتابها أخونا أبو عبيدة الوهرانى جزاه الله خيرا
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[06 - 12 - 09, 06:46 م]ـ
للرفع
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[07 - 12 - 09, 12:38 ص]ـ
موضوع قيّم .. بارك الله في الكاتب و الناقل ..
ـ[عمارنور]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك أخي
أخاك أبا محمد -جيجل.
ـ[عمارنور]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي
أخاك أبا محمد -جيجل.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[08 - 12 - 09, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ذكرني الموضوع بموقف لي أثناء الحج وخاصة أثناء السعي .. حيث كنت مسدلة الغطاء على وجهي وفي منطقه أحسست فيها بالحر رفعت الغطاء قليلا لكي اتحصل على الهواء وإذا بي أرى بالقرب مني شخص ملتحي لعله من رجال الهيئه وعرفت ما سيقول حيث قال بارك الله فيك اسدلي الغطاء على وجهك .. وكان اسلوبه محترم ونصحه برفق حيث ذكر لي على عجاله حديث عائشه رضي الله عنها والركبان .. وقال لي تحصلي على أجر الإتباع أي إتباع أم المؤمنين رضي الله عنها ... صراحة الاسلوب وكلمة الإتباع أثرت فيني كثيراً .. فجزاه الله خيراً على هذا الرفق وزاده الله من فضله ...
" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، و لا نزع من شيء إلا شانه "
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.