تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أمير الأعضاء .... !؟]

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 10 - 07, 09:03 ص]ـ

نعم: إنَّهُ الأميرُ ... أميرُ الأعضاءِ ...

(ألا وإنَّ فيْ الجَسدِ مُضْغَةً إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجَسدُ كُلُّهُ، وإذا فَسدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهيَ القَلْبُ).

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ - رحمه الله تعالى-: (وخُصَّ القلبُ بذلك؛ لأنّهُ أميرُ البدنِ، وبصلاحِ الأَمْرِ تَصْلُحُ الرَّعَيةُ، وبِفسادِهِ تَفْسُدُ، وفيهِ تَنْبِيْهٌ على تعظيمِ قدرِ القَلبِ، والحَثِّ على صَلاحِهِ).

نعم: إنَّهُ قَلبُكَ يا عبدَ اللهِ.

مَحَطُ نَظرِ الإلهِ .... ومَنْبَعُ العَمَلِ، ومُحَرِكُهُ، وأصلُهُ، وأَسَاسُهُ المُخَاطَبُ بأوامِرِ اللهِ جلا وعلا. (إنَ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى أعمالِكُمْ ولا إلىْ صُوَرِكُمْ ولكنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوْبُكُمْ).

ولهذا فأيُّهَا الأخُ ... وأيَتُّها الأختُ: هذهِ وقفةٌ مُحَاسبَةٍ مَعَ النَّفْسِ، بلْ مع أعزِّ شيءٍ في النَّفْسِ، مع ما بِصَلاحِهِ صلاحُ العَبْدِ كُلِّهِ، ومَا بفَسَادِهِ فَسَادُ الحالِ كُلِّهِ، وقفةٌ مَعَ مَا هُوَ أولَىْ بالمُحَاسَبَةِ، وأَحْرَى بالوَقَفَاتِ الصَّادِقَةِ يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يَسْتَقِيْمُ إِيْمَاْنُ عَبْدٍ حَتَّىْ يَسْتَقِيْمَ قَلْبُهُ)

ويقولُ الحَسَنُ رَحمَهُ اللهُ: (دَاوِ قلبِك؛ فإنَّ حَاجةَ اللهِ إلى العبادِ صَلاحُ قُلوبِهِمْ، ولنْ تُحِبَّ اللهَ حَتَّىْ تُحِبَّ طَاعَتَهُ).

أيُّها المُحِبُّ:

مَنْ عَرَفَ قَلْبَهُ عَرَفَ ربَّه، وكَمْ مِنْ جَاهِلٍ بِقَلبِهِ، ونَفْسِهِ، واللهُ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ، يقولُ ابْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: (هَلَكَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَلْبٌ يَعْرِفُ المَعْرُوْفَ ويُنْكِرُ المُنْكَرَ).

إذاً لا بُدَّ في هذا مِنْ مُحَاسَبةٍ تَفُضُّ تَغَالِيقَ الغَفْلَةِ، وتُوقِظُ مَشَاعِرَ الإِقْبَالِ عَلَىْ اللهِ في القَلبِ، واللِسَّانِ والجَوَارِحِ جَمِيْعاً، مَنْ لَمْ يَظْفَرْ بِذَلِكَ فَحَيَاتُهُ كُلُّهَا - واللهُ هُمُومٌ فِيْ هُمُوْمٌ، وأفكارٌ وغُمُومٌ، وآلامٌ وحسراتٌ.

أيُّهَا الأخُ النَّحِيْبُ:

إنَّ في القَلْبِ فاقةً، وحاجةً لا يَسُدُّهَا إلا الإقبالُ على اللهِ، ومَحَبَتُهُ، والإنابةُ إليه .. ولا يَلمُّ شَعْثَهَا إلا حِفظُ الجَوَارِحِ، واجتنابُ المُحَرَّمَاتِ، واتقاءُ الشُّبُهَاتِ.

وإنَّ مَعرفةَ القَلبِ مِنْ أَعْظَمِ مَطْلُوبَاتِ الدِّيْنِ، ومِنْ أَظْهَرِ المَعَالِمِ في طَرِيْقِ الصَّالِحين مَعرفَةٌ، تَسْتَوجِبُ اليَقْظَةَ لخَلَجَاتِ القَلْبِ وخَفَقاتِه، وحَركاتِهِ ولَفتَاتِهِ، والحَذرَ مِنْ كُلِّ هَاجِسٍ، والاحْتِيَاطَ مِنَ المَزَالِقِ والهَوَاجِسِ، والتَّعَلُّقَ الدائمَ باللهِ، فهو مُقَلِّبُ القُلُوبِ، والأبصارِ، جاء في الخبرِ عندَ مُسلمٍ - رحمه الله - منْ حَديثِ عبدِ اللهِ بن عَمْروٍ - رَضيَ اللهُ عنهما- قال: سَمعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يقولُ: (إنَّ قُلوبَ بَنِيْ آدمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبِعَينِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ - عزّ وجلَ- كقَلْبٍ واحدٍ يَصْرُفُهُ حيْثُ يَشاءُ).

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا على طَاعَتِكَ)

ولا يَنفعُ عندَ اللهِ إلا القلبُ السليمُ: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء89 (الشعراء: 88/ 89).

يقولُ الحافظُ ابنُ رَجبٍ في جامعِ العُلُومِ والحِكَمِ (والقَلبُ السَّلِيمُ هو السَّالِمُ مِنَ الآفاتِ، والمَكْرُوهَاتِ).

وقال ابنُ القَيمِ - رَحِمَهُ اللهُ: وقد اخْتَلَفَتِ عِبَاراتُ النَّاسِ في مَعْنَى القّلْبِ السَّلِيْمِ، والأَمْرِ الجَامِعِ لذلك أنَّه الذي قد سَلِمَ مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ تُخَالِفُ أمرَ اللهِ ونَهْيَهُ، ومِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ تُعَارِضُ خَبَرَهُ، فَسَلِمَ مِنْ عُبُودِيَّةِ مَا سِوَاهُ، وسَلِمَ مِنْ تَحْكِيمِ غَيْرِ رَسُولِهِ، فَسَلِمَ مِنْ مَحَبَةِ غَيْرِ اللهِ مَعَهُ، ومِنْ خَوْفِهِ، ورَجَائِهِ، والتَّوَكُلِ عَليهِ، والإنابةِ إليهِ، والذُّلِ له، وإيثارِ مَرْضَاتِهِ في كُلِّ حالٍ، والتَباعُدِ عَنْ سُخطِهِ بِكُلِّ طَرِيْقٍ، وهذا هو حَقيقةُ العُبُودِيَّةِ، التي لا تَصْلُحُ إلا للهِ، سُبْحَانَهُ وتَعالى وحْدَهُ، فالقَلْبُ السَّلِيْمُ هُوَ الذِّيْ سَلِمَ مِنْ أنْ يَكونَ لِغَيْرِ اللهِ فِيْهِ شِرْكٌ بِوَجْهٍ مَّا ..

وللحديث بقية ..

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:20 ص]ـ

جهد رائع جزاكم الله خيرا ..

للشيخ خالد السبت درسا بعنوان منزلة القلب وأهميته , تكلم عن هذا الموضوع بشكل واسع وجميل ومرتب , تجدونه في سلسلة أعمال القلوب الأولى .. أول شريط.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير