[جدة .. تأمل وشدة]
ـ[بوصالح البحري]ــــــــ[07 - 12 - 09, 12:45 ص]ـ
الحمدلله على كل حال ونؤمن بالله ونتوكل عليه ونؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره ونصلي ونسلم على من علمنا الصبر على مر القضاء وعلى اله وصحابته اجمعين ...
مصيبة كبرى حلت باخواننا في جدة نسأل الله ان يجبر مصابهم ويرحم موتاهم ويشفي مرضاهم ويعوض من فقد خيرا انه جواد كريم بر رحيم ودود, وقد اجاد وافاد الاخوة في هذا الموضوع وخاصة مقال الاخ خضر بن سند وغيره من الاخوه وممن نقل كلام شيخنا الفاضل الشيخ محمد المنجد حول هذه الحدث الجلل والمصاب العظيم فانه كلام شرعي رصين شاف واف من شيخ عظيم القدر جليل الشأن بارك الله في عمره ووقته وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ........
ما أردت قوله هو بما اننا في منتدى طلبة العلم الكرام الغالب هو الطرح المتسم بالعلمية فاردت ان اشارك بهذه الوقفات ارجو نفعها من رب البريات:
الابتلاء بالخير والشر والصحة والعافية من سنن الله تعالى"ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون"وهي اما عقوبة للعاصي لعله يرتدع او تكفير للسيئات ورفعة للدرجات او تذكير للغافلين اللاهين اوكلها مجتمعه.
الله عز وجل من اسمائه الحسنى وصفاته العلى "الحكيم" "الحكم" "الحاكم" فهو عز وجل "العليم الحكيم"البقرة32 "الحكيم الخبير"البقرة129 "واسعا حكيما" النساء130 "الحكيم الخبير" الانعام18 "افغير الله ابتغي حكما"الانعام114 "وهو خير الحاكمين"الاعراف87 الحكم له تعالى الحكم والسلطان والقدر فلايقع شيئ الابأذنه وهو المدبر المصرف"كل يوم هو في شأن" "لايسأل عما يفعل وهم يسألون"
الصبر لايسغني عنه الانسان في حال من الاحوال, قال الامام احمد رحمه الله الصبر ذكره الله في القران في تسعين موضعا. وفي المسند من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"لايزال البلاء بالمؤمن او المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" وبعض اخواننا في جدة فقد المال والاهل والولد فنسأل الله لهم الاجر المترتب على مثل هذه الاحاديث انه سميع مجيب, وقال علي رضي الله عنه " الا ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا قطع الرأس بار الجسد" ثم رفع صوته رضي الله عنه فقال "الا انه لاايمان لمن لاصبر له"
حتى في هذه الاحوال وفي هذه الشدة العظيمة المؤمن يربط نفسه دائما وابدا بالله عز وجل ويتذكر الفضل العظيم والاجر العميم للذين ماتو غرقى في هذا السيل وانهم شهداء عند الله عز وجل كما صح الخبر بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيتسلى المؤمن ويتعزى بهذه البشارة والاصطفاء لهؤلاء الغرقى.
يجزم البعض ويقول تألبيا على الله عز وجل ان هذا عقوبة من الله على اهل جدة ويخشى على هذا من التشلبه بينه وبين من ذكر في الحديث " والله لايغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي لقد غفرت له واحبطت عملك" او كما جاء في معنى الحديث, والتأني في اطلاق الاحكام مزلق خطير وليس بين الغباد وبين الله نسب سبحانه وتعالى وليس احد بمعزل عما حصل من هذه الكوارث العظام والمصائب الكبرية, الم يقع الزلزال في عهد عمر رضي الله عنه وهم خير القرون واشرف الناس بعد الانبياء رضي الله عنهم وارضاهم فاللهم سلم سلم.
روى الطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" لو ان الله تعالى عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم, ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم ولو كان لرجل احد او مثل احد ذهبا ينفقه في سبيل الله لايقبله الله عز وجل حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ويعلم ان ما اصاله لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وانك ان مت على غير هذا دخلت النار" الحديث صححه الالباني رحمه الله في صحيح الجامع"5244" حديث عظيم في بيان الايمان بالقدر خير وشره وانه ركن من اركان الايمان وهو بلسم شاف لكل مصاب من اخواننا.
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل كل مطر يسمى غيثا؟ فأجاب رحمه الله: ليس كل مطر يسمى غيثا بل الغيث هو المطر الذي به زوال الشدة ونبات الارض.
روى البخاري عن عائشه رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه ويلم اذا رأى المطر قال"اللهم صيبا نافعا" واذا زاد المطر وخيف من كثرته استحب ان يقول " اللهم حوالينا ولاعلينا الهم على الضراب والاكام وبطون الاودية ومنابت الشجر , ويدعو عند نزول المطر ويقول مطرنا بفضل الله ورحمته.
لايعلم متى ينزل المطر الاالله حيث ان الله عز وجل خص نفسه بعلم خمسة امور لايعلمها الاهو سبحانه ومنه علم نزول المطر "ان الله عنده علم الساعه وينزل الغيث ويعلم مافي الارحام وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي ارض تموت" الاية في اخر سورة لقمان, فأنزال الغيث لايعلمه الا الله ولكن اذا امر به علمته الملائكه الموكلون بذلك ومن يشاء من خلقه.
هذه على عجاله بعض الوقفات مما عن به الخاطر المكدود ارجو نفعها لاخواني في ملتقى اهل الحديث واستغفر الله من الزلل.
¥