ـ[طويلبة علم]ــــــــ[07 - 12 - 09, 07:34 م]ـ
منال: أسرتي راحت فى السيل وأنا ممسكة بأطراف الباب
ومازالت الأحداث الموجعة تقدم لنا حكايات وحكايات حيث يقول الوالد المكلوم عبدالله السلمي كان الوضع طبيعيا جداً بعد هطول الأمطار و كنت عند أسرتي و والدتي و 4 من شقيقاتى خرجت من عندهم وكانت المياه تصل حتى الدرجة الأولى ومن ثم وصل زوج أختي و خرج و لم يرتفع منسوب المياه و بعد 10 دقائق عدت لأجد المياه قد غطت الدور الأول و كانت المياه قد دخلت من نافذة المنزل إلى الداخل و حاولت الدخول دون جدوى لساعات طويلة. وقالت منال السلمي " 10 سنوات " وقت دخول المياه حاولنا فتح أبواب الشقة للهرب لكنها لم تفتح و حاولنا بأقصى ما لدينا دون جدوى حتى داهمتنا المياه داخل المنزل و وصلت إلى رؤسنا و بدأ الصراخ في المنزل و الماء بارد و الأطفال يبكون , قمت بالامساك بحافة الباب من فوق فقد وصلت المياه ما يقارب مترين و نصف داخل المنزل و أنا متمسكة في حافة الباب و بدأت الأصوات تخف و تختفي واحدة تلو الأخرى و عندما حاولت البحث حولي وجدت أختي متمسكة معي في الباب حتى أنحسرت المياه و نزلت و وجدت زوجة أخي و أبنائها و أثنين من أخواتي قد توفاهم الله حتى دخل أخي الكبير للمنزل. يقول الأخ الأكبر في العائلة صلاح السلمي عندما دخلت أخرجت من بقي للحياة إلى السطح ثم حملت الجثث و قمت بإتصالات متكررة على الدفاع المدني دون جدوى فقد كان الأطفال يرتجفون من البرد و بعد ذلك أنزلت الأحياء و أخذتهم إلى منزلي ثم حملت الجثث إلى المستشفى.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[09 - 12 - 09, 09:23 ص]ـ
أخ باكستاني ينقذ 14 شخصاً ... ويموت غرقاً
الجمعة, 27 نوفمبر 2009
جدة – أحمد آل عثمان - الرياض - فاطمة العصيمي
لن تغيب عن ذاكرة 14 شخصاً نجوا من الموت بأعجوبة شجاعة أحد الوافدين وهو ينقذهم من الغرق الواحد تلو الآخر، بعد أن طمرتهم المياه داخل سياراتهم في أحد الشوارع المنكوبة التي تضررت نتيجة للأمطار والسيول التي شهدتها جدة أول من أمس.
البطل الباكستاني الذي لم تحدد معلومات اسمه، نتيجة لتخليه عن ملابسه التي يرتديها، (إذ كانت تحمل كل بياناته)، لينقذ عدداً من الأشخاص من الموت المحقق، ما زال غير معروف ترتيبه في أرقام المتوفين، البالغ عددهم حتى أمس 77 شخصاً، إلا أنه ضرب أروع أمثلة البطولة، لينقذ الغارقين في مياه الأمطار والسيول.
الحادثة التي شهدها كيلو 11 في طريق مكة القديم، روى تفاصيلها بعض الناجين ممن أنقذهم الوافد الباكستاني، وشهد تفاصيلها مركز صحي الهجرة بجوار بلدية أم السلم، وهي كانت نموذجاً لعدد من الحوادث المشابهة، التي ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، بعد أن غمرت مياه الأمطار والسيول سياراتهم بالكامل، إلا أن الموقف البطولي وسيناريو الحدث الذي نفذه المتوفى الباكستاني (الذي حددت الكشوفات الطبية عمره بـ 27 عاماً) قد لا يتكرر في الحوادث الأخرى، التي شهدتها بعض شوارع جدة، خصوصاً في طريق الحرمين، والمواقع المحاذية له شرقاً. وتصف إحدى الممرضات الحال النفسية، التي انتابت منقذي الوافد الباكستاني، الذي غرق في المياه بعد إنقاذه 14 شخصاً بالسيئة، «بعد تأكدهم حين إجراء الفحوصات الطبية بأنه فارق الحياة، من أجل إنقاذ أرواح الآخرين».
رحمه الله وجعله في عداد الشهداء.
إنه البطل الباكستاني فرمان خان -32 عاماً- الذي طلبت بنياته الثلاث الصغيرات زبيدة (7 سنوات)، ومديحة (6 سنوات) وجريرة (4 سنوات)، إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه في موطنه، ومن حقه علينا ألا تسقط تضحيته من الذاكرة وأن نجازى إحسانه إلي الذين قدر الله لهم النجاة على يديه، بإحساننا إلى أهله وأن نخلفه فيهم بخير.
فرمان كان لا يجيد العربية إلا بمشقة متلعثماً في كثير من حروفها وكلماتها، إلا إنه كان يجيد لغة الشهامة بفصاحة مطلقة قد يعجز عنها الكثير من أهل الضاد الذين تركوا الغرقى يكابدون مرارة السيل، وانهمكوا إما في سلب الغنائم من السيارات التى هامت مع السيل، أو في تصوير مشاهد الدمار للحصول على صور للذكرى النادرة، بينما اختاره الله دون غيره لحكمة يعلمها سبحانه وأحيا به 14 نفساً دفعة واحدة، وكأنما أحيا الناس جميعاً أربعة عشرة مرة، حين تحدى الطوفان وانتشل هؤلاء من الغرق وخلصهم من قبضة السيل العرم.
لم ينتظر فرمان قرارا من مسئول ولا حضورا إعلاميا ولم يسعى إلى موسوعة جينز ليحطم رقم قياسي في الإنقاذ، بل استخدم دواليب سيارات وحبلاً وألواحاً خشبية لإنقاذ 14 نفساً تستغيث، وحينما هم بإخراج الشخص الـ15 جرفه السيل محتضناً الحبل الذي أنقذ به أرواح غيره.
أربعة عشر مرة يربط الحجارة في طرف الحبال ويرميها للمستغيثين، وتضربه أمواج السيل وتحاول أن تجرفه ولكنه يتشبث فيوفقه الله في انتشالهم واحدا بعد الآخر، فيزمجر السيل وتتلاطم أمواجه في وجه فرمان، أربعة عشرة مرة تهزم إرادة فرمان إرادة السيل، فيبيت الأخير النية ويتحين الفرصة حين يختل توازنه وهو ينقذ الضحية الخامسة عشر وفي طرفة عين ينقض عليه السيل ويجرفه إلى حيث ينال ثوابه في الآخرة إن شاء الله.
لم يعبئ السيل بأن الشهيد بأذن الله حاصل على شهادة جامعية وشهادة في فن الكاراتيه ولديه العديد من الشهادات في الأعمال التطوعية في باكستان، وقد راقبه وهو يخرج من منزله في الكيلو 13 محاولاً إيجاد ألواح خشبية كان يمدها ليتشبث بها الغرقى، و إطارات سيارات و حتى حبلاً غير مبال بغدرة السيل، أو وجود شحنات كهربائية محتملة بين أمواجه.
لقد آتت بذرة التضحية التى أرساها الإسلام في نفوس أتباعه من عرب وعجم أكلها في محنة هذا السيل، وأنبتت أمةَ الإسلام الباسقة -ولا تزال - أمثال البطل الشهيد الباكستاني فرمان خان، الذي ضحى بنفسه التى بين جنبيه في سبيل نجاة أنفس لا يعرفها ولم يجتمع معهم بنسب ولا مصلحة دنيوية ولكنها الشهامة والرجولة، لقد قدم الغالي لينال الأغلى، وباع النفيس ليشتري الأنفس في الجنة.
¥