تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل غرسنا غرساً؟!

ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[09 - 12 - 09, 02:02 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فتره راودتني ذكريات الطفوله ... واستوقفتني ذكرى لم تكن مفرحة بالنسبة لي .. ولا أعلم من السبب أهي المعلمه وهذا اغلب الظن أم مني أنا ...

أغلبنا عندما كنا صغاراً كان يطلب منا أن نحضر وعاء فيه قطن وحبوب أياً كانت شعير قمح حمص المهم حبوب ويطلب منا أن نغرسها وبعد اسبوع نحضرها للمعلمه وتضع الدرجات! .. وكلما كانت النبته أكبر زادت الدرجه! وهذا ما كنت أتعجب منه، وكأننا نحن من يزرعها وينبتها؟!! قال سبحانه (أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) ... بعد الاسبوع احضرنا الغراس وقبل أن أخرج للمدرسه كنت فرحه بنبتتي ... وبعد الوصول للمدرسه تبددت الفرحه حينما رأيت رؤوساً خضراء قد أينعت في كل وعاء

http://www.landstarservicesnj.com/images/services/seeding-ART.jpg

وأما وعائي فكان به رأس أخضر وحيد بالكاد قد أينع ..

http://static.howstuffworks.com/gif/rd/how-to-protect-spring-seedlings0.jpg

فعاتَبَت المعلمه هذا الرأس الوحيد وصاحبته وأنقصت من درجاتي .. ! .. ومن تلك اللحظه أنا في واد والغرس في واد آخر ... ولم أفكر لحظة أن أعيد الكره وأغرس مرة أخرى .. لما سببته تلك المعلمه من عقدة الغرس عندي ...

ولكن منذ أيام مر علي حديث كنت سمعته من قبل ولكن هذه المره ارعيته أهمية وكأني اسمعه لأول مره .... قال عليه الصلاة والسلام:

(ما من مسلم غرس غرسا، فأكل منه إنسان أو دابة، إلا كان له صدقة) 1*

(دخل النبي صلى الله عليه وسلم، على أم معبد، حائطا. فقال (يا أم معبد! من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟) فقالت: بل مسلم. قال (فلا يغرس المسلم غرسا، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة) 2*

تذكرت عندها تلك العقده وما سببته لي من فوات أجر عظيم على فعل يسير! .. غرسة لعلها تكون سبباً في دخول الجنه ... غرسة ينتفع بها المار يستظل بظلها او يطعم من ثمارها وطير يأوي إليها ويأكل من ثمارها وبهيمة تنتفع بها وخير وفير وأجر عظيم مستمر حتى قيام الساعه .. والمغبون من يفرط في هذا الأجر!

..............

كلام اعجبني:

في هذا الحديث الشريف بيان لأهمية نوع من أنواع العمل، وهو استنبات الأرض وزراعتها وفي القرآن الكريم توجيه لعبرة من أسمى العبر ودلالة من أهم الدلالات على قدرة الخالق الوهاب الذي يحيي الأرض ويرشد من عليها أن يعالجوها بأيديهم ليستخرجوا عطاءها الذي يسوقه الله لهم رزقا كريما قال تعالى: “وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ”.

إن ثواب ذلك لموصول، ما دام الزرع مأكولا منه، حتى ولو انتقل إلى ملك غيره ولو مات الغارس أو الزارع. لقد أخذ صاحب هذا العمل تلك المنزلة من الأجر والمثوبة، لأنه بهذا شارك في عمارة الحياة، فلم يعش لنفسه فقط، وإنما عمل لمصلحة مجتمعه، وقدم لنماء الخير مستطاعه، وسواء حصل من زرعه على شيء أو لم يحصل، وسواء عاش ليأكل منه أم لا.

روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا مر به وهو يغرس غرسا بدمشق، فقال له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا تعجل عليّ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له به صدقة ”. وفي رواية أخرى قال: “أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهذه لا تطعم إلا في كذا وكذا عاما؟ فقال: ما علي أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري”؟

ولله در القائل: “غرس من قبلنا فأكلنا ونغرس ليأكل من بعدنا”.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير