وكان حرصه على حضور الدروس عجيباً لافتاً للانتباه.فقد كنا نحضر سوياً مجموعة من الدروس لبعض المشايخ ,خارج المحافظة ,ولا أذكر أنه تغيب إلا لظرف هام ,لايمكن تأجيله ,ويشهد له بهذا المشايخ اللذين درس عندهم.
وإذا قُدر أنه غاب عن الدرس فحتماً سيتصل علي بعد الدرس مباشرة ,ويسأل عن الدرس ويطلب مني تزويده بما تم طرحه ,وإن غبت أنا أيضاً, سعى في تحصيل الدرس بأي وسيلة ,المهم ألا يفوته شيء,
وكان أحياناً خاصة في الفترة الأخيرة ,يحضر الدروس.عن طريق الشبكة العنكبوتية , وكم كان ألمه شديداً عندما عين في منطقة لا يستطيع خلالها حضور وسماع الدروس ,وأذكر أنه أرسل لي رسالة مفادها. أقسم بالله أن من فرّط بالدروس سيندم أيما ندم,,
وقد كانت شخصية راكان تأثرت بأعلام عده, هي التي ساعدت في تكوين شخصيته العلمية الفذة. فابرز من تأثر بهم رحمه الله:-
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد تأثر به في الجانب العقدي كثيراً.
الشيخ محمد بن عبدالوهاب.وقد تأثر به في طريقته في الدعوة وصبره ونشره للعلم.
الشيخ محمد بن عثيمين وقد تأثر به راكان بعدة جوانب ,أهمها اعتناءه بالدليل وتسهيله الفقه, وموسوعيته العجيبة,
وممن تأثر بهم أيضاً الشيخ المحدث سليمان العلوان , وقد تأثر به في اهتمامه بأحوال الأمة الإسلامية وصدعه بالحق وقد كان راكان كثير الدعاء له فك الله أسره.
وممن تأثر بهم راكان الشيخ إبراهيم اللاحم حفظه في نقده الحديثي واعتناءه بكلام المتقدمين.
وممن تأثر بهم راكان فضيلة الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف وكان ذلك من جوانب عده أبرزه اعتناء الشيخ بكلام شيخي الإسلام وصدعه بالحق وعدم خوفه في الله لومة لائم ,وتواضعه العجيب ,وسعيه العجيب في نشر العلم.
وقد أحب راكان الشيخ عبد العزيز حباً جماً, وكذلك الشيخ عبدالعزيز أحب راكان لمّا رأى فيه شخصية الطالب المثابر الجاد.
**محفوظاته رحمه الله:
كان راكان رحمه الله قد أتمّ حفظ القرآن.وأتقن حفظه وضبطه أيما إتقان ,ويشهد له بذلك أكابر الحفاظ عندنا هنا في المنطقة.ولاعجب فقد كان المصحف لاينزل من جيبه أبداً وكان كثير المراجعة والتلاوة ,وقد عرضه على الشيخ سعيد المصري حفظ الله.
وكذلك أنهى راكان رحمه الله حفظ الجمع بين الصحيحين للشيخ يحي اليحي وأنهى المفردات للشيخين مسلم والبخاري
وأنهى جملة طيبة من السنن بإتقان عجيب.
وقد حفظ رحمه الله منظومة العمريطي في أصول الفقه,
وأنهى نصف الزاد في الفقه الحنبلي وهو متن عظيم,
وأنهى حفظ بلوغ المرام للحافظ بن حجر العسقلاني ,
وأنهى نصف ألفية ابن مالك.
وكذلك الواسطية والسفارينية, ومتون العقيدة الأولية لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب.
**مقروأته رحمه الله:
منّ الله علينا بالمدارسة سوياً وكان لي شرف الارتباط براكان وكان والحق يقال هو الذي يشحذ الهمم ويوقد العزايم وبتوفيق الله ثم بجديته رحمه الله.أنهينا ثمان مجلدات من الشرح الممتع وقد كان راكان رحمه الله مفتوناً بهذا الكتاب وكان كثيراً ما يقول قال في الممتع: متع الله صاحبه بالجنة.
وكذلك مجلدين من حاشية الروض لابن قاسم ,وأنهى وحده خمس مجلدات من حاشية المشايخ على الروض ,وأنهى كذلك وحده ثلاثين مجلد من فتاوى ابن تيمية رحمه الله كل مجلد لايقل عن 500 صفحة.وكان كثير القراءة للدرر السنية لعلماء الدعوة وكان شديد العناية بكلام ابن القيم وتقريره في العقيده
وكذلك بكلام الشيخ البراك على التدمرية, ومن علوم الآله فتح المغيث وخلاصة النحو وشرح ابن عقيل وغيره الكثير الكثير مما فاتني,
واعلم أن مقصودي ليس الحصر والاستقصاء بل الهدف الأكبر هو تسليط الضوء على جزء من حياته القصيرة ومدى البركة التي يسرها الله في وقته رحمه الله.
**المتون التي أنهاها رحمه الله:
أنهى متون العقيدة الأولية والواسطية والطحاوية والسفارينية والحموية مراراً والتدمرية مراراً ,ولهذا المتن قصة وهي أنه قد أشكل علينا جزئية معينة من المتن ,واستعجم علينا وحاولنا فهمه لكن لا فائدة ,فما كان من راكان رحمه الله إلا أن ذهب وحده للرياض للشيخ عبدالعزيز العبداللطيف ليسأله عن هذا السؤال فقط ,وكان السفر في يوم عاشورا ,ومع ذلك تكبد العناء. وعثاء السفر , ورحل لأجل سؤال واحد. ولا عجب أيها القارئ المبارك فإن الله يهدي لنوره من يشاء,
¥