تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصيتي إلى زوج بنتي ليلة زفافهما]

ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[13 - 12 - 09, 06:20 م]ـ

ولدي الغالي، (ولدي الثاني):

في بداية مشْوار حياتكما الزوجية أحببْتُ أن أهمس في أذنك بعض النصائح التي أحب أنْ ألقيها عليك؛ لعل الله أن ينفعك بها:

إنك ستستقبل امرأةً غريبة عنك، إنها ضيفة كريمة قدِمتْ عليك، وحلَّتْ في عُمق دارك، ومِن كرم الرجال وشهامة الأبطال وسنن الأنبياء والمرسلين إكرامُ ضيوفهم، إن إكرام ضيفتك الصغيرة إكرام لأهلها، وإكرام لكافَّة محبِّيها. ومِن إكْرامها حُسنُ استقبالها، وحسنُ تعليمها، والصبر عليها، حتى تتطبَّع على عاداتكم وتقاليدكم الغريبة عليها. إنها صياغة لعقْلها من جديد، والصياغةُ تريد مهارة منَ الصائغِ، وإلا تلِفَتِ البضاعةُ، إما بسبب الاستعجال، أو بقلة الخبْرة.

ولدي:

إنها أمانة أضعها بين يديك، لك حقوق عظيمة عليها، ولها بالمقابل حقوق كثيرة عليك، ولا بد من التوازُن.

بعض الناس يفهمون أن عِظَم حق الزوج على المرأة يُجيز له امتهانها وإذْلالها، وهذا مخالِف للمقاصد الشرعية.

فمِن حقوقك عليها:

الطاعةُ بالمعروف، إلى درجة أنه لو كان السجودُ لأحدٍ في الدنيا مُباحًا، لكان السجودُ من المرأة لزَوْجها مِن باب أَوْلَى، لكن الله حرَّم السجود إلا له - سبحانه - ومع ذلك، لك ما دون السجود من المحبة والاحترام والطاعة.

ومن حقوقها عليك بالمقابل:

احترامُها وصيانة عرْضها، وعدم إذلالها؛ عمَلاً بأمر الله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: 2].

وإليكَ بعض الأحاديث الصحيحة في هذا المعنى:

- قول النبي - صلى الله عليه وسلم (ألا واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنما هن عوان - أي: أسيرات - عندكم، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربًا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا وإن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن) حسنه الألباني في صحيح الجامع.

وأجاز الضرب في حالة الفاحشة، أما دونها فلا يليق بمسلم اللجوء إليه.

- وقوله (استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا) صححه الألباني.

- وقوله (فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإنْ فعلْن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) صححه الألباني.

وغيرها من الأحاديث.

وقبلها قال تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].

ولدي:

إنها أمانة، إن البيوت أمانة في أعناقنا، ولها رسالة قامتْ من أجلها، إن رسالتها إقامة حدود الله فيها، وتربية الأبناء التربية التي تُرضي الله تعالى، ولذلك فالمسؤوليةُ بينكما مشتركةٌ في إقامة بيت على طاعة الله، وإخراج جيلٍ عابد لله، ولا تظن أنها مسؤولية الزوجة وحْدها، لكنَّها في الأساس مسؤوليتكَ، وهي مساعدة لك، فكلكمْ راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته.

القوامة:

إن البيوت لا تصلح إلا بالقوامة للرجلِ، والطاعة منَ المرأة، وفي بعض البيوت تتسلَّط النساء على الرجال، فينعكس الوضْع، وينتج عن ذلك شرٌّ مستطير.

ومن معاني القوامة: أن يكونَ الرجل الآمرَ الناهي، والمرأةُ والأولاد السامعين المطيعين، شريطة أن يكون الرجلُ أهلاً لهذه المسؤولية، فإذا فقد الأهليةَ في قيادة البيت أدَّى ذلك إلى خراب البيوت.

الرحمة:

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

- إنهن مِن أنفسنا دلالة على القُرْب الرُّوحي والبدني.

- إنهن سكن لنا، فنحن نتعب في الأعمال، ثم نأوي إليهن؛ لنجد السكن بمعنى الستر والراحة والهدوء والطمأنينة، وكل المعاني التي يوفرها السكن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير