تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- إنهن منْبع الموَدَّة والرحمة، وضعفهنَّ سبب قوتهن، ولو كانت النساء أمثال الرجال ما تربى الأبناء، وما وجد الرجال مَن يتحمل عيوبهم وأخطاءَهم.

المودة - حافظ على الرصيد -:

- إن هذه المودة مثل الرصيد في البنك، يرتفع بقدْر ما تورد إليه، وينخفض بقدر ما تسحب منه، فإذا أردت قلبًا عامرًا بالمودة والعطف والحنان، فعليك أن تغطي الرصيد دائمًا، ولا تسحب منه إلا وتغطيه باستمرار، وأن تحذر من العجز في الرصيد، وهو ينتج عندما يسحب الإنسانُ من صاحبه أكثر مما يورد.

فكيف يغطَّى هذا الرصيد؟

إنه يغطى بالمحبة وبالمجامَلة، والمواساة وبالعطاء والكرَم، وعدم التجْريح والتشهير، وبالمشاعر الدافئة، وبالحنان المتبادَل، وعدم الإهانة والإساءَة، وعدم اللجوء إلى القسْوة والعنف إلا في أضْيق، أضيق الحدود كما فصلناه سابقًا، حتى إذا حصل الخطأُ لا بد أن يغطى الرصيدُ بالاعتذار والتلطُّف والعفو.

وكلما كانت المعاملة راقية، ارتفعَ الرصيدُ، فيكون السكنُ أهنأ وأفضل، وكلما كانت المعاملة قاسية وخشنة، (تصفر) الرصيد؛ أو كاد أن (يتصفر)، أو يعجز، فمن أين ستأتِي المودة والرحمة والرصيد صفر أو عاجز؟!

ولدي:

لقد حمل الله النِّساء أمانة أكثر منَ الرجال في البيوت، لكن يبقى على الرجل حُسن تربية المرأة على طاعة الله، ثم على التعرُّف على طبائعه، ومسؤوليته أن يساعدَها في ذلك.

إن ضعفَ المرأة سبب لرحمتها عند الأتقياء، فهي كثيرة الأخطاء، كثيرة النِّسيان، في خلقها عوج، والرجل أكمل حالاً منها، فإذا أردت أن تكون المرأة مثلك في الحزْم والفَهْم والذكاء، فاطلبْ لك رجلاً آخر، وليس امرأة، لكن المرأة جمالها في ضعْفها وأُنوثتها، وحُسن تبعُّلها، والرجل يكمن رجولته في ترفعه عن سفاسف الأشياء، وصغائر الأخطاء.

وصدقني، لن تستطيع المرأةُ أن تؤدي دورها كما يجب، ما لَم تُساعدها على ذلك، وتوفر لها الجو المناسب لكي تسعدك وتهنّيك وتربِّي أولادك.

ولدي:

أنت أذكى من أن تُنْصَح، ولكنها ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، حقِّق لي طلبًا واحدًا، ورغبة واحدة:

ألا تهان بنتي يومًا من الدهر في حياتي وبعد موتي وهي بعصمتك، فإن أخطأت هي عليك، فأنا بينكما الأب المحب الناصح، وبعد موتي معك من أهلها، ومن يردعها ويعيدها إلى رشدها، أريدك أن ترتفع إلى مستوى حسن ظني بك.

- علِّم زوجتك كما تريد، لكن إياك والإهانةَ، فإنها حرام عليك، فما زوَّجتُك إياها لتهينها بحجة التربية.

- افرض شخصيتك عليها كما تريد، ولكن لا تكن جبارًا، تأخذ ما تريد وأكثر، ولا تعطي إلا القليل، وربما لا شيء.

لا تسمح لأحد بالتدخُّل في حياتكما:

لا تسمح لأحد أن يتدخلَ في حياتكما مهما كان قريبًا لك أو لها، هكذا علِّمها، وعوِّد نفسك وعودها، حتى لو كنت أنا أو كانت أمها، أو أبوك أو أمك، وإلا ستفتح على نفسك بابًا واسعًا من التحرُّش والهموم التي أنت في غنى عنها، وتعوّد أن تحل المشاكل بينكما بالتفاهُم، وتعود على دفع الضريبة لهذا التصرف، وهو التنازل عن بعض الأشياء ولو كنت بها محقًّا، حتى يتم الوفاق وتصلح بيتك.

ولكن احذر، واتق الله، أن تظلمها أو تكبتها إلى داخلها، بحجة ألا يتدخل أحدٌ في حياتكما.

نصائح:

- عليك بالتوازُن، واعلمْ أن الضغطَ دائمًا يولّد الانْفجار.

- لا تنسَ أن العلم نور، والجهل ظلام، فعلِّم زوجتك تغنيك عن تعليم أولادك.

- لا تنسَ أن للغيرة حدودًا، فإذا زادت عن حدها دخل الشيطان من أوسع الأبواب، ونزعت الثقة، وإذا نزعت الثقة بين الزوجين، فتح عليهما بابًا عظيمًا من الشر، فالثقة مهمة جدًّا؛ لأنها راحة وطمأنينة وسعادة.

- أسأل الله العظيم أن يوفق بينكما، ويؤلف بين قلبيكما، وأن يجعل حياتكما سعيدة، ويرزقكما الذرية الصالحة.

والدك ومحبك.

كتبه: محمد ناجي بن عطية ... جزاه الله خيراً

.

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[13 - 12 - 09, 06:35 م]ـ

كلام جميل ..

بارك الله فيكم

ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[13 - 12 - 09, 10:57 م]ـ

جزاكِ الله خيراً على النقل الطيب والله أسال أن ينفع به

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:14 م]ـ

بارك الله فيكِ على هذا النقل المفيد

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير