[الاحتساب في الزواج]
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[17 - 12 - 09, 08:14 ص]ـ
[الاحتساب في الزواج]
الاحتساب في اختيار الزوج أو الزوجة المناسبة وفترة الخطوبة.
الاحتساب في الزواج وإنجاب الأبناء.
الاحتساب فى اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة:
لماذا تتزوج؟ ... لماذا تتزوجين؟
لا تتعجب من سؤالي، فقد تعودنا أن كل الناس يتزوجون! ولكن لم نفكر: لِمَ نتزوج؟ وكيف نجعل الزواج عبادة نؤجَر على كل لحظة فيها؟
كيف تحوِّل زواجك إلى عبادة تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى؟
أليس الله هو خالقنا وبارئنا ومدبر أمرنا من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟
أليس هو أعلم بما يفرحنا ويتعسنا والصالح والطالح من أمورنا وشؤون حياتنا؟
قال رسول الله #: «تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» [1].
وقال - صلوات ربي وتسليماته عليه -: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقَه، فأنكحوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله! وإن كان فيه؟! قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه» ثلاث مرات [2].
ومعنى كلام الحبيب أن المرأة تُرغَب لأكثر من سبب، ولكن ذا الهمة العالية لا يتزوج من أجل دنيا!
? أحدكم يقول: إذن لِمَ نتزوج؟ أيتزوج أحدنا من أجل الآخرة؟
وأقول له نعم! الكثيرون - بنعمة الله وفضله - تزوجوا ليرضوا الله وليس من أجل سعادة شخصية أو دنيوية!
كيف ... ؟
الحياة الدنيا ما هي في يوم القيامة الذي هو خمسون ألف سنة إلا ساعة. قال - تعالى -: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ * فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [الروم: 55 - 75].
وما الدنيا في الجنة الخالدة إلا لحظة؛ فما بال من ضيع آخرته الخالدة من أجل لحظة؟
أين عقلك ... ؟ أين قلبك ... ؟ أين دينك ... ؟ أين حب ربك ... بارئك ... رازقك ... مدبر أمرك من حساباتك العظيمة في الدنيا؟
?الكثير منا يخطط بدقة شديدة لكل خطوة في حياته الدنيا، ونادراً ما نجد من يخطط لإقامته في الجنة خلوداً لا ملل فيه ولا لغو ولا رتابة.
من منا يفكر أن يكون له أكثر من بيت في الجنة ينتقل بينها كيف يشاء؟ وذلك بالقيام بعبادة بسيطة، وهي صلاة 12 ركعة تطوعاً كل يوم (السنن الرواتب).
تخيل بيتاً في الجنة كل يوم!
فما رأيكم فيمن يفكر في الزوجة التي سترافقه في الجنة ويدقق في اختيارها على أساس الدين والخلق؟ ستكون أجمل من الحوريات لطاعتها لربها وصومها وقيامها وطاعتها لزوجها.
أليس عنده حق مَن يدقق في اختيار الزوجة الصالحة؟
أليس عندها حق أن تدقق في اختيار الزوج الذي سيقربها إلى الله وتدخل معه الجنة ليكونا زوجين خالدين إلى أبد الآبدين إن شاء الله؟
لقد قال رسول الله #: «إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة» [3].
إن الدنيا اختبار لك ولها؛ والاختبار معروف والأسئلة والأجوبة معروفة مسبقاً! تأملوا معي؛ أهناك أسهل من هذا الاختبار؟
بل الاستعانة بقريب أو صديق متاحة أيضاً ... يا الله ما أيسر اختبارك!
ومع هذا سيرسب الكثيرون!
والذكي والمجتهد هو الذي يتخذ شريكة حياته مجتهدة تيسر عليه النجاح في الاختبار وتعينه على طاعته - سبحانه وتعالى - بل وتبنون بيتكم في الجنة بأعمالكم طوبة طوبة، كما يقال في المثل الشائع.
قال الله - تعالى -: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 46].
تذكرون الله سويةً؛ فتكون لك نخلة في حديقة بيتكم في جنة عدن، ولكن انتظر! نخل الجنة خير من الدنيا وما عليها؛ فكم نخلة تريد؟
وما نوع الفواكه التي تريد أن تملأ حديقتك؟ وأي اللحوم تفضِّل؟
أسئلة كثيرة؛ فملذات الجنة لا تعد ولا تحصى.
فكيف تُحتَسب فترة اختيار الزوج أو الزوجة الصالحَيْن؟
¥