تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التحذير من بدعة الاحتفال بالهجرة النبوية وميلاد المسيح ابن مريم]

ـ[القرشي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:01 م]ـ

[التحذير من بدعة الاحتفال بالهجرة النبوية وميلاد المسيح ابن مريم]

د. عبدالعزيز بن محمد السعيد

رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها

::

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

فيستقبل بعض الجهلة والمفتونين شهر الله المحرم بالاحتفال بعيد الهجرة - كما يزعمون - فتقرأ السيرة النبوية، وتلقى المحاضرات والخطب، وتنشد القصائد، وتتبادل التهاني، ويعطل الناس عن العمل، وهذه شرعة ابتدعها الفاطميون الباطنيون - لعنهم الله - في جملة ما أحدثوه من الضلالات، لم يكن معروفا عند سلف الأمة، وأئمة الهدى، بل مما أنكره أهل العلم قديما وحديثا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [إذ الأعياد شريعة من الشرائع فيجب فيها الإتباع لا الابتداع وللنبي (خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة مثل يوم بدر وحنين والخندق وفتح مكة ووقت هجرته ودخول المدينة وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ مثال تلك الأيام أعياداً وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعياداً أو اليهود وإنما العيد شريعة فما شرعه الله اتبع وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه].

وحدث الهجرة لم يعلق الشارع الحكيم عليه شيئا من عبادة أوعيد أو ذكرى، وتخصيص زمان أو مكان بعيد أو عبادة بدعة وضلالة، ينأ المسلم بنفسه عنها، والخير كله في الإتباع وترك الابتداع، قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمر فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).وطائفة من المسلمين بل من محبي الخير سلك مسلكا آخر وهو طلب البركة والخير والأجر في هذا الزمن على اعتبار دخول عام جديد، فتراه يدعو إلى التوبة وكثرة الأعمال الصالحات في ختام ذي الحجة واستقبال المحرم، وتتسابق إلى ذلك رسائل الجوال، إضافة إلى نشر أدعية يستقبل بها العام، ليس عليها أثارة من علم، وليس معهم سوى مجرد الاستحسان (وإن شئت قلت الهوى والجهل).والتفضيل لا يكون إلا بدليل شرعي، والتوبة بابها مفتوح، ولا يجوز التسويف بها، وليست مقصورة على آخر العام، والدعاء هو العبادة، والعبادة لا يجوز تخصيصها بمكان أو زمان أوحال أو قول أو هيئة إلا بالكتاب والسنة، ولئن كانت ذكرى الهجرة محدثة، فثمت أخرى ـ أيضا ـ من طقوس الكفار ينساق إليها بعض المسلمين، ويتشبهون بأعداء الدين، وهي بدعة عيد ميلاد المسيح عيسى عليه السلام التي تسمى (الكرسمس) نهاية كل عام ميلادي، وهي من ركس الدولة العبيدية الباطنية الذي جرته على بلاد المسلمين، فترى بعض المسلمين قد انغمس فيها سواء أكان عالما بحرمتها أولا، وذلك بإقامة الاحتفالات أو حضورها، وتبادل التهاني والهدايا، والفرجة على ما يصنعونه من الزور حتى ولو في وسائل الإعلام، والتوقف عن العمل، بل ربما حضر مع النصارى احتفالاتهم في كنائسهم، بل قد يبالغ في الجناية فيشاركهم شيئا من طقوسهم وشعائرهم، فأين ذهبت بهؤلاء عقولهم؟! وعلماء الملة متفقون على حرمته، قال الله تعالى (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه) فسره ابن عباس رضي الله عنهما بالعيد، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن لهذه الأمة عيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى خرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم على شرط مسلم، فمن ابتغى عيدا سواهما فقد تجاوز وظلم، فهل يرضى مؤمن أن يضاهي بأعياد التثليث واستنقاص الرب عيدي الإسلام المشتملين على تعظيم الله وتوحيده؟! وهل علم أنهم يحتفلون بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهم يزعمون أنه إلههم، وأنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، فما عيدهم هذا إلا تأكيد للشرك، فضلا عن كون الاحتفال به تشبها بالكفار، والتشبه بهم في عاداتهم وطقوسهم مما نادت نصوص الشرعية بالنهي عنه، وأطبق العلماء على تحريمه، فهو من الزور الذي نهي المسلم عن شهوده (والذين لا يشهدون الزور) فسر مجاهد وابن سيرين وطاووس والضحاك وأبو العالية الزور بأعياد المشركين، واحتج الإمام أحمد بهذه الآية على تحريم شهود أعيادهم. وقال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير