تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دعوة للنقاش حول المشاريع العلمية السريعة لحفظ المتون]

ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 09 - 02, 08:15 ص]ـ

في هذا العصر الذي يُطلق عليه البعض - عصر السرعة - ومراده

السرعة في كل شيء، في الخدمات والتقنيات وحنى المطعومات

دخل بعضُ طلبة العلم من هذا الباب الواسع فأصبحت هناك مشاريع

علمية سريعة، لا تأخذ من الوقت إلا يوماً أو يومين ..

فبعد أن كان يحفظ الإنسان - مثلاً - عمدة الأحكام في شهرين أو ثلاثة

أصبح يحفظها عن ظهر قلب في أسبوع أو أسبوعين ..

وبعد أن كان يحفظ المنظومة من مائتي بيت فيأربعين يوماً أصبح يحفظها

في عشرة أيام ..

وظهرت مشاريع (حفظ السنة النبوية) في أيام معدودات لا تتجاوز الخمسين

يوماً فيحفظ الطالب من خلالها الصحيحين!!! وربما السنن ..

ومع هذا كله انقسم الناس إلى فريقين:

فقال المعارضون: نبقى على ما كان عليه سلفنا الصالح ومن تبعهم ممن

شابت رؤوسهم في العلم، من أخذ العلم بالأيام والليالي ومراعاة المحفوظ

اليومي من قرآن أو سنة أو نظم

وهذا أدعى لقوة الحفظ، ولثبات المحفوظ في القلب على مرّ السنين

وأما من أسرع فهو ممن يروم العلم جملة ومن رامه جملة ذهب عنه جملة

وهذه هي طريقة العلماء وطريقة الحفاظ في جميع العلوم، وتظهر عيب

تلك الطريقة عند الاستشهاد، أو عند تقدم العمر به فإنه لا يكاد أن

يذكر شيئاً مما حفظ ...

وقال المؤيدون: وما المانع من هذا؟

ألستم تحفظون في أيام ثم تضطرون إلى مراجعة ذلك أسبوعياً أو شهرياً؟

إذاً ... نحن مثلكم نحفظ المنظومة من مائة بيت في أربعة أيام ثم

ننظمّ معكم في مشوار المراجعة الدورية للمحفوظ ولن يتفلت إن شاء الله

ونحن وأنتم سواء ... من ترك منّا المراجعة نسي

وما المانع من أن يفرغ الإنسان نفسه يومين أو ثلاثة لحفظ منظومة في

فنّ معين لا يتقنه ثم يبدأ بمطالعة شروحه مع المراجعة لذلك المحفوظ

وإدمان النظر فيه؟

ونحن نقول: من لا يرى هذه الطريقة فله الخيار، لكننا نظنّ أن مشروعاً

مثل هذا سيُفيد ذوي الأعمال الشاقة وأصحاب الشركات ومن لهم ارتباطات

عديدة و لا يجد لنفسه وقتاً يومياً مُحدداً للحفظ

** من المعجبات المدهشات أن أحد المتأخرين حفظ أحد الألفيتين

(السيوطي أو العراقي) في يوم وليلة فقط!!!

ما رأي طلبة العلم الأخيار في هذين الرأيين؟

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 09:00 ص]ـ

الحمد لله، في رأيي، وتجربتي المحدودة مع نفسي ومع طلابي، أن ما حفظ بسرعة نسي بسرعة، فلأن تكرر عشرة أبيات لتحفظها في يوم مئات المرات أفضل من أن تحفظ في هذا اليوم مائة بيت، ويؤثر عن الحافظ الكبير الدارقطني أنه كان يردد الأحاديث التي يريد حفظها خمسين مرة ليحفظها، ففعل ذلك يوما وفي البيت عجوز من قرابته فلما كرر الأحاديث مرات قليلة قالت له: يكفي هذا فقد حفظتها أنا، فقال أعيديها عليّ ففعلت، فتركها أسبوعا ثم طالبها بإعادة الأحاديث عليه من حفظها فعجزت فقال هذه فائدة الخمسين مرة، فقد كان يمكنني أن أحفظها من مرتين أو ثلاث ثم أنساها (رويت القصة بالمعنى)

فالحاصل أن الناس يتفاوتون فمنهم من يحفظ الشيء من أول مرة كالإمام الشافعي، ومنهم من يحفظه من المرة العاشرة أو المائة، ولكن لابد من التكرار بعد الحفظ عشرات أو مئات المرات من أجل تثبيت الحفظ، فهناك تكرار للحفظ وتكرار لتثبيت الحفظ لئلا ينسى، وقد ذكر لنا الشيخ سيد الساداتي الشنقيطي حفظه الله أن كثيرا من الشناقطة كانوا يرددون مايريدون حفظه ألف مرة في المجلس الواحد، ولكن كل 250 مرة إلى جهة من الجهات الأربع لئلا يملوا، وعلى كل حال فكل خير في اتباع من سلف، والله أعلم

ـ[أبو مشاري]ــــــــ[09 - 09 - 02, 04:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد فأقول أخي أبا مصعب كما قال الشاعر:

من لم يجرب ليس يعرف قدره ... فجرب تعرف تصديق ما ذكرناه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير