تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي فرنسا، فرح الإنجيليون أيما فرح بقانون 1905 للفصل بين الكنائس والدولة، ورأوا فيه "إيذانا بغروب شمس الكاثوليكية، "ميراث الماضي"، وانتقًاما للبروتستانتية الحقة، ملة المولودين الجدد"، وهم اليوم يقودون حملة ضخمة لتوسيع الرقعة ونشر الصدى، حسب تحقيق طويل جدا للكاتب باتريس دي بلونكيت في كتابه الأخير "الإنجيليون نحو غزو العالم"، الطبعة الأولى فبراير 2009.< o:p>

ولِفهم سياق بعثات التنصير المختصة بالعالم الإسلامي تُسعفنا رؤية الأصوليين البروتستانتيين الأمريكيين للعالم، إذ يرون أن الأرض ساحة معركة تخاض فيها الحروب ذاتها التي تدور رحاها في السموات العُلى، ففريق الخير هو الحضارة "المسيحية" وعالمها الأنجلوساكسوني، ومجالات "دعوتها" هي الحضارة اللاتينية الأمريكية والحضارة الآسيوية، وأعداؤها هم على الأقل اثنان: الحضارة الروسية "ملك الشمال القبيح" الذي ما يزال يخفي شيوعيته- الدب الأحمر- والحضارة الإسلامية "مملكة الشيطان". وضمن هذه الرؤية يصير للمبعوثين بالنصرانية إلى ديار الإسلام وضع خاص، فإرسالياتهم ليست "إرساليات تبشيرية" فقطن ولكنها "جيوش خير" استطاعت "اختراق الجبهة".< o:p>

في فبراير سنة 2008، عندما طردت الجزائر خلايا تبشيرية بمنطقة القبائل، قال بيان تبشيري للإنجيليين الكنديين "إن على الرئيس بوتفليقة أن يدرك أن التهديد الحقيقي للجزائر لا يأتي من المسيحية، بل من الإسلام".< o:p>

ونضيف إلى هذا المُعطى عنصرًا آخر يُلقي الضوء على ما يجري حوالينا، وما يأتي إلينا من فرنسا-صديقتنا الحميمة: ذلك أن البروتستانتيين هم أكثر الفئات تأثيرًا في القرار السياسي الفرنسي إذ يحتلون الصدارة في ذلك، حسب دراسة جوزيفيل باطاي المنشورة يوم 22 أكتوبر 2009 بالمجلة المسيحية الفرنسية "لافي"، الحياة، العدد 3347.< o:p>

معنى هذا أن الضغط السياسي على المغرب يجعله يتعامل مع المجموعات التنصيرية المُعلن عنها مثل من اكتشف جمرة مشتعلة في بيته فسارع إلى إبعادها عنه مخافة أن تحترق الدار كلها.< o:p>

ولا غرو أن الدولة تُدرك أن هناك ضغطًا سياسيًا ودينيًا ثانيا، يوشك أن يزيد في اللهب مصدره الحركات الإسلامية بالمغرب والعالم الإسلامي، ناهيك عن الضمير الجمعي للمغاربة تجاه التنصير.< o:p>

وما يزيد في حرج الدولة ووقوعها بين نارين أن الملك فيها هو أعلى سلطة دينية تقع عليها مسؤولية ذات حساسية كبيرة، هي تدبير الشأن الديني وحماية المسلمين ممن يسعى لزعزعة عقيدتهم. فتداخل السياسي والديني في وظيفة الدولة يجعلها ترتبك أمام المجموعات التبشيرية وأمام الأنشطة الدينية للمذاهب والملل الأخرى إذا تجاوزت حدودها وهددت "المنطق السياسي" للدولة، وهو المنهج ذاته الذي يُفسر تعامل الدولة نفسها مع ضغط الشواذ الجنسيين للاعتراف بهم إسوة بإخوانهم في الغرب.< o:p>

وأمام هذا التداخل والتعارك، وللخروج منه، لا تنفع الحملات الأمنية السياسية، بل يستثمرها المبشرون لتقديم أنفسهم على أنهم ضحايا القمع والاضطهاد، فيكون الخاسر الأكبر هو الدولة نفسها.< o:p>

وإن أحسن طريقة للرد على حملات التنصير هو فتح المجال أمام قوافل الدعوة والإرشاد الرسمية والشعبية، باعتماد خطة مندمجة وشمولية يتزاوج فيها الوقائي مع العلاجي، بتعقب خطوات المنصرين ومحو سيئاتهم بالحسنات، ومناظرتهم علانية لفحص صدق دعواهم من زيفها أمام الخاص والعام. < o:p>

http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=2116

ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[29 - 12 - 09, 03:26 ص]ـ

نرجوا الهمة من طلبة العلم والمشايخ فى المغرب العربى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير