الإكرام يكون بما تيسر، وهو موجود في البيت، أو قادر على شرائه دون استدانة و لا رهن، و أما التكلف هو أن يستدين أو يرهن كما وقع في هذه القصة.
و به نعرف خطأ قول بعض الناس إذا رأى أن أخاه أكرمه إكراما بالغا، فذبح له ذبيحة، و قرب له أنواع الأطايب عملا بهذا الحديث الأخير في إكرام الضيف، فيقول:
نهينا عن التكلف، و هذا موضعه ليس هنا، و إنما كما عرفت قبل سطور.
و الله أعلم.
(الجود من الموجود) وقال هذا قول صحيح جيد يدل عليه حديث عائشة كما في صحيح البخاري في قصة أبي زرع (فقول ام زرع:زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ عُكُومُهَا رَدَاحٌ وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا وَمِلْءُ كِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَتِهَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا قَالَتْ خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا رَكِبَ شَرِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا وَقَالَ كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ قَالَتْ فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ)
بعد ذلك قال النبي عليه السلام لعائشة: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ
والمتتبع لسيرة النبي الكريم يعرف أنه ما كان يملك فضلا ان يقدم لعائشة ما قدمه أبو زرع لأم زرع فهذا دليل قولهم: (الجود من الموجود) إذ لو ملكه النبي صلى الله عليه وسلم لبذله بلا شك.
مستفاد من شبكة سحاب السلفية
ـ[أبو أنس المسلم]ــــــــ[24 - 12 - 09, 04:35 م]ـ
جزء الله الأخوة خيراً.
فصل (في تقديم الطعام إلى الإخوان)
ويستحب تقديم الطعام إلى الإخوان، روي عن علي رضي الله عنه قال: لأن أجمع إخواني على صاع من الطعام
أحب إلي من أن أعتق رقبة.
وكان خيثمة رحمه الله، يصنع الخبيص ـ المعمول التمر والسمن ـ والطعام الطيب، فيدعو إبراهيم و الأعمش
ويقول: كلوا، فما صنعته إلا لكم.
ويقدم ما حضر من غير تكلف، ولا يستأذنهم في التقديم، بل يقدم من غير استئذان، ومن التكلف أن يقدم
جميع ما عنده.
من كتاب (منهاج القاصدين)
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 05:17 م]ـ
فقال سلمان رضي الله عنه: لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة عند البقال
كم أضحكتني هذه العبارة والرد الجميل
رضي الله عنك يا صاحب رسول الله وجمعنا بكم في الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا وأحبابنا