تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متى نصر الله؟]

ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[24 - 12 - 09, 10:34 ص]ـ

[متى نصر الله؟]

بسم الله الرحمن الرحيم

لا ريب أن من أعز مقاصد المؤمنين و أشهى مطالبهم وغاية نفوسهم: رؤية دينهم ظاهرا مهيمنا وعلو راية التوحيد خفاقة مع قهر أهل الكفر والطغيان وإذلالهم. إن هذا الهدف الأعظم وتلك الأمنية السامية لا تتحقق عن طريق الدعاوى والأماني بل عن طريق البحث والتنقيب عن سنن الله في النصر تلك السنة الربانية التي قدرها الله عز وجل لنصر حزبه الموحدين وخذلان حزب الشيطان اللعين.

لا بد لمن يريد نصرة دين الله عز وجل والتمكين له في الأرض أن يتعرف على سنن الله في نصرة دينه، وبدون هذه المعرفة لن يتم الاهتداء إلى الطريق، وبالتالي ستضيع الأوقات والجهود ولما يأت نصر الله.

وأولى هذه السنن في قوله تعالى: ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) الروم (47).

إن نصر الله عز وجل لدينه ولعباده المؤمنين آت لا محالة وإن التمكين للإسلام في الأرض سيتم بعز عزيز أو بذل ذليل، هذا وعد الله سبحانه والله لا يخلف الميعاد، يقول سبحانه: ((إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)) غافر: (51).

ويقول سبحانه:

((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى? لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ? وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَ?لِكَ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) النور: (55)

وقال سبحانه:

((كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ? إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) المجادلة: (21)

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها). رواه مسلم.

وقال: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر)) رواه أحمد والحديث صحيح.

إن سنة نصر المؤمنين سنة ماضية في الخلق في قديم الدهر وحديثه. لقد أهلك الله عز وجل قوم نوح، وعادا، وثمود، وأصحاب الرس، وقوم لوط، وأهل مدين، وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق، وأنجى الله تعالى من بينهم المؤمنين، ونصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم و أصحابه على من خالفهم فجعل كلمته هي العليا ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة وجعل له فيها أنصارا وأعوانا، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر فنصره عليهم وخذلهم، وقتل صناديدهم، وأسر سراتهم فاستاقهم مقرنين في الأصفاد، ثم من عليهم بأخذ الفداء منهم، ثم بعد مدة قريبة فتح عليهم مكة، فقرت عينه ببلده، فأنقذ الله هذا البلد الحرام مما كان فيه من الكفر والشرك، وفتح اليمن، وأتت له جزيرة العرب بكاملها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ثم قبضه الله إليه، فأقام الله تبارك وتعالى أصحابه خلفاء بعده، فبلغوا عنه دين الله عز وجل، ودعوا عباد الله إلى الله جل وعلا، وفتحوا البلاد والمدن والقرى والقلوب حتى انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ثم لا يزال هذا الدين قائما منصورا ظاهرا إلى قيام الساعة.

وهكذا الإيمان إذا وقر في قلوب أصحابه صنع المعجزات وجاء بالخوارق، وظهر أتباعه وساد محققيه. واليوم الناظر إلى المسلمين يجدهم كقطع الغنم التي فرت من الأسد في كل اتجاه تريد السلامة و النحاة، وأنى لها ذلك وقد فرت من دينها قبل فرارها من عدوها. انحطاط وذل وهوان على الناس، كثير ولكنا في أعين عدونا قليل، لدينا أسباب العزة والقوة ولكننا كمقطوع اليدين والسلاح أمامه.

فلماذا كل هذا؟ هل هو بسبب الإسلام الذي ندين به أم أننا جنينا جرما فنرى عواقبه بتسليط أعداءنا علينا؟.

لاشك أن الإسلام هو سبب العزة و التاريخ شاهد.

ولكننا غيرنا وبدلنا وتركنا ديننا وأخلدنا إلى الدنيا وأصابنا الخور والوهن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير