تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يوم أن توفيت يرحمها الله]

ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 03:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

كان ذلك اليوم الماطر تلفه كآبة غريبة لم أألفها في وجه شيخي عندما زرته بعد صلاة المغرب ... ، استقبلني في بيته، ولم يكن كعادته باش الوجه بل كان محاطاً بحزن لم أعهده من قبل ... ، وفي طريقي الى مضافته حاولت أن أبحث في نفسي عن سبب هذا الحزن وهل أنا السبب.

لم أتمكن من الوقوف على سبب مقنع ... ، فموعدنا متفق عليه منذ يومين ... ، وزيارتي بحسب علمي في وقت مناسب، وأنا لم أثقل على الشيخ في طلب الزيارة، بل على عادته مضياف مرحاب بزواره ...

لم يكن في مضافته غيري ... ، غاب فينة ثم عاد وأحضر الشاي ... ، وشغلت نفسي بالكلام على مؤلفاته العلمية وبعض الفتاوى المتأخرة ...

وكان كلما تكلم صمت فينة ثم تابع ....

وجلست معه أكثر من ساعة .... ، ولم أعرف ماذا حل بالشيخ ...

وفجأة جاءه هاتف فأجاب ...

حاولت أن أتجنب سماع محادثة الشيخ ... ، إلا أنه قال جملة، كسرت كل الحجب التي وضعتها كي لا تسمع مكالمته ...

قال: " نعم شكر الله سعيكم ... ، دفناها اليوم ... " ...

لم أتمالك نفسي وشعرت أن جسدي يرتجف ... ، انتظرت حتى أنهى مكالمته .... ، ثم بادرته بالسؤال من هي التي دفنتموها اليوم ... ؟ فقال: " والدتي يرحمها الله".

ازداد جسدي ارتجافاً ... ، يجلس معي ساعة ... ، ولا أسمع بكاء ولا عزاء ... ، ثم يخبرني هذا الخبر ...

قلت: لماذا لم تخبرني يا شيخي؟ فقال: "خشيت أن يكون من نعي الجاهلية الذي نهي عنه" ...

الله ... حتى وهو في هذا الحال يفكر بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ...

قلت: فأين العزاء؟

فقال: "إقامة بيت للعزاء بدعة ... "، وذكر الأحاديث ...

قلت: رحمها الله ...

قال: " كان صوت الوالده يملأ جوانب البيت ... " ... ثم صمت ...

وخشيت أن يبكي فأنهار أمامة ....

لكنه كان شامخاً منكسراً من داخله ... ، أسداً في ظاهره ....

فرحم الله والدة شيخنا أبي محمد وليد غنيم ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير